الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٧ - الصفحة ١٧٧
(917: كتاب الخط) للميرزا محمد حسين بن الميرزا محمد علي الحسيني المرعشي الشهير بالشهرستاني المتوفى بالحائر في (1315) فيه تفاصيل أنواع الخطوط وأرقام التلغراف، والنسخة بخطه كانت في مكتبته بكربلاء.
(918: خط آسان (1)) للسيد محمد علي داعي الاسلام مؤلف " فرهنگ نظام " وغيره.
مطبوع.

(١) قبل بيان تأريخ النهضة لاصلاح الخط الشرقي الاسلامي لابد لنا أن نذكر نبذة من تاريخ الخط في العالم فنقول:
للعلماء في بيان أصل الخطوط الموجودة اليوم في العالم نظريتان. (الأولى) القول بأن الخطوط الحرفية هذه وضعت هجائيا ولكنها تطورت وانشعبت منها خطوط مختلفة، (والثانية) القول باشتقاق الحروف من الخطوط الصورية. ونحن نشرح هنا باختصار كلتي النظريتين.
النظرية الأولى: فالمدافعون عنها مختلفون.
فبعضهم يقول: أن الحروف الأصلية المخترعة التي نعلم بها اليوم أربعة هي: ١) الهيرو گليفية.
٢) الحثية، ٣) المسمارية الآرشوية، ٤) الصينية، وهي متباينة كل عن الاخر، وقد تفرع عن هذه الأربعة، الخطوط الموجودة اليوم، فانشعب من الصينية الخط الصيني والياباني، ومن الحثية انشعب الخط الحميري والخط الحبشي، ومن الهيروگليفي انشعب الخط الفينيقي (على قول) والخط المصري ثم انشعب من الفينيقي الخطوط اليونانية (الغربية) والآرامية (الشرقية) وغيرهما وهذان الأخيران هما أصلان لأكثر الخطوط الموجودة اليوم في العالم. فمن اليونانية تفرعت الخطوط: ١) اللاتينية، ٢) الأسلاوية ٣) الجرمنية وغيرها، فالأولى كانت تستعملها أكثر شعوب أروپا الغربية، واليوم يستعملها أكثر أمم العالم كخط دولي عام، والثانية تستعملها شعوب أروپا الشرقية فقط ولكنها أرقي من الأولى والثالثة انما تستعملها أمم أروپا المركزية والشمالية. أما الآرامية فانشعب منها الخطوط: ١) الهندية، ٢) الأوستائية الفارسية القديمة، (على قول)، ٣) الخط العبري، ٤) النبطي، ومن النبطي انشعب الخط الشرقي الاسلامي المستعمل عندنا اليوم.
ومنهم من يقول أن الفينيقيين لم يأخذوا خطهم من الهيروگليفية (الخط الصوري المصري) بل أخذوه من الأمم الآرية القاطنة في سواحل الخليج الفارسي والمحيط الهندي، وكذلك الخط الآرامي والخط الكوفي مأخوذتان من الخط الأوستائي الفارسي الساساني. فيذكر أن المؤرخين المسلمين الناقلين عن المآخذ الساسانية يصرحون بأن الفرس اخترعوا خطا في القرن السابع عشر قبل الميلاد، وقال في دائرة المعارف البريطانية (الطبعة ١٤) أنها مأخوذة من البرهمنية الهندية.
ثم بما أن الأقوام الآرية كانت قد تمارست معرفة الأصوات واستعملت علم التجويد في قرائة الأدعية والأوراد الدينية، وأيضا انهم كانوا يصورن مقطع الفكين والحلق واللسان (عموديا وأفقيا) في كتبهم التجويدية ويعينون مخارج الحروف تفصيلا، فيظن من ذلك كله انهم اخترعوا الحروف الهجائية من رسمهم صورة الفك عند التلفظ بكل حرف أولا ثم تدوير هذه الصورة يمينا أو يسارا بمقدار معين (٩٠ إلى ١٨٠ درجة). وبهذا التدوير يفسر بعض أسماء الخطوط السبعة الفارسية في العهد الساساني المذكورة في فهرس ابن النديم وغيره (الكستج = گشته) و (النيم كستح = نيم گشته) أي المدارة كاملا وغير كامل، وأيضا هذا هو السبب في ترتيب الحروف الفارسية في العهد الساساني على الترتيب المعروف بالمعجم (على ترتيب مخارج الحروف من الحلق إلى الفم) وهذا ما كان مستعملا حتى عند المسلمين إلى القرن الرابع للهجرة، فغيره الحكومة العباسية وجعله على الترتيب الأبتثي، ولتبرير عملهم هذا وضعوا حديثا نسبوه إلى أبي ذر الغفاري (ذكر الحديث في " لطائف أسرار الحروف " وفي " صبح الأعشى ج ٣ " وغيره). ولم يكن شباهة الخط الكوفي بالخط الأوستائي الساساني محصورا في تربيه بل كان الحروف الكوفية القديمة كثير، الشبه بها وقد اعترف بذلك أبو عمر عثمان الداني في كتابه المقنع في كلمة (لا لله = الله). وهذا قول ذبيح بهروز هي رسالات متعددة نشرها ضمن سلسلة " إيران كوده " في طهران. راجع (العدد 924) النظرية الثانية: القائلة بأصالة الخطوط الصورية فيقول المدافعون عنها أن جميع الخطوط الموجودة اليوم قد اجتازت في عمرها أدوارا أربعة: (الأول) الدور الصوري الحقيقي، وقد كان البشر في هذا الدور ينقش صور الأشياء للدلالة عليها، فما كان قادرا حينئذ على بيان أساء المعاني (الثاني) الدور الصوري الرمزي، وفيها عبر الانسان عن الأمور المعنوية بأشكال رمزية، فجعل صورة الرجل المسلح بيانا للعداء مثلا. (الثالث) الدور المقطعي وفيه دل بصورة الشئ على أول مقطع من لفظها (والمقطع حرف معه حركة) فجعل تصوير رأس الجمل علامة لمقطع الجيم المفتوحة، وهذا الدور في الحقيقة أهم خطوة في اختراع الكتابة. (الرابع) الدور الهجائي، وفيه جعل صورة الشئ دالا على الحرف الأول من اسمه، فدل بصورة رأس الجمل في المثال على حرف الجيم مطلقا (مع أي حركة كانت) وبعد التصوير شيئا فشيئا عما كان عليه سابقا، وبقى علامة للحرف فقط، فلم يبق من رأس الجمل في المثال الا (ح‍) تدل على الجيم. هذا ما يقوله القائلون بأصالة الخطوط الصورية. اما القائلون بالنظرية الأولى فلا يمنعون وجود الأدوار الأربعة عند البشر، ولكنهم ينكرون وجودها في الخطوط الحرفية الموجودة اليوم.
وعلى أي حال فمن المتفق عليه هو أن الخط الشرقي المستعمل عندنا اليوم والخطوط الأورپية كلها منشعبة من أصل واحد شرقي، ولكن خطنا يختلف عنها في عدم اشتماله على الحروف المصوتة فلا يعرف حركات الحروف من نفس الخط، وفيه أيضا معايب أخر كاشتماله على حروف مختلفة الصوت
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 177 178 179 180 181 ... » »»