الذريعة - آقا بزرگ الطهراني - ج ٢ - الصفحة ١٣٣
الاخذ عنهم شفاها إلا قليل من الخواص فلم يكتب عنهم إلا كتب قليلة لجمع يسير وقد ذكرت تراجم المعروفين منهم أيضا في الكتب الرجالية المذكورة وأما سائر فضلاء الشيعة المتسترين فكانوا يكتفون بالأخذ عن الوسائط المعتمدة ويكتبون عنهم إلى أن ماتوا في استتارهم وخفيت كتبهم وآثارهم، لا يدلنا على حياتهم الا ذكرهم فيما وصل إلينا من من أسانيد الأحاديث المروية ولا نعرف من حالهم وطبقتهم إلا بمن اخذوا عنه الحديث أو بمن اخذ عنهم، وكتبت بعد تلك الكتب كتب رجالية أخرى مثل كتاب حميد الدهقان المتوفى سنة 310 وكتاب الكشي المتوفى سنة 328 ورجال الكليني المتوفى سنة 329، وقد بلغ الغاية في رجاله الشيخ أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة المولود سنة 249 والمتوفى سنة 333 فجمع فيه من ثقات أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ومعاريفهم أربعة آلاف رجل أوردهم الشيخ الطوسي في رجاله كما ذكره مفصلا شيخنا في خاتمة المستدرك وغير ذلك مما كتب في الرجال إلى القرن الخامس الذي ألفت فيه الأصول الرجالية. النجاشي.
واختيار الكشي. والرجال. والفهرست للشيخ الطوسي. والضعفاء المنسوب إلى ابن الغضائري وكلها مجموعة في منهج المقال للاسترابادي وغيره من المتأخرين وفيها من تراجم خصوص من عد من أصحاب الأئمة عليهم السلام أربعة آلاف وخمس مئة رجل تقريبا والمصنفون من مجموع أصحابهم لا يتجاوزون عن الف وثلاثمئة رجل. وبعد فرض اختصاص أربعة آلاف منهم بالامام الصادق عليه السلام لا يبقى لسائر الأئمة عليهم السلام إلا الخمس مئة وبعد اخذ نسبة مؤلفيهم إليهم ونسبة مؤلف خصوص الأصل من سائر المؤلفين يتم لنا المعلوم بالاجمال من أن تاريخ تأليف جل الأصول كان في عصر أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.
(١٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 128 129 130 131 132 133 134 135 136 137 138 ... » »»