معجم المطبوعات العربية - اليان سركيس - ج ١ - الصفحة ٤٩١
قال الطالوي (1) في السانحات: سألته عن مسقط رأسه. فأخبرني بأنه ولد بأنطاكية وانه مبتلى بمرض تحكم في أعصابه يمنعه عن القيام. قال وكان والدي رئيس قرية حبيب النجار فاتخذ قرب مزار سيدي حبيب رباطا للواردين وبنى فيه حجرات للفقراء والمجاورين. ورتب لها في كل صباح من الطعام ما يحمله إليها بعض الخدام.
وكنت أحمل في كل يوم إلى صحن الرباط فأقيم فيه سحابة يومى. ويعاد بي إلى منزل والدي عند نومي. فبينا أنا كذلك إذا برجل من أفاضل العجم يدعى محمد شريف نزل بالرباط. فلما رآني سأل عني واصطنع لي دهنا مسدني به في حر الشمس وكرر الامر مرارا وشدني من وثاقي وفصدني من عضدي وساقي. فقمت بقدرة الواحد الأحد بنفسي لا بمعونة أحد. ثم قرأت عليه المنطق والرياضي والطبيعي. وعلمني اللغة اليونانية ثم سار إلى دياره.
وخرجت بعد ذلك عن الوطن فسرت إلى دمشق واجتمعت ببعض علمائها ودخلت مصر وأنا فيها إلى الآن انتهى قال المحبي: وكان فيه دعابة وحسن سجايا إذا سئل عن شئ من العلوم الحكمية والطبيعية والرياضية أملى ما يدهش العقل.. فمن ذلك ما شاهدته بحجرته الظاهرية وقد سأله رجل عن حقيقة النفس الانسانية فأملى على السائل رسالة عظيمة في ذلك. أقام بمكة مدة ومات بها 1 تذكرة أولي الألباب والجامع للعجب العجاب ويعرف بتذكرة داود الأنطاكي ذكر فيه مؤلفه أنه أنفق برهة من نفيس العمر في تحصيل الطب وألف فيه كتبا منها هذه التذكرة. رتبه على مقدمة وأربعة أبواب وخاتمة. ولم يتم الكتاب فأكمله بعض تلامذته وطبع الذيل مع التذكرة مط عبد الرازق 1254 جزء 2 بولاق 1282 بهامشها النزهة المبهجة في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة للمؤلف جزء 3 مط محمد مصطفى 1302 المط الميمنية 1308 و 1324 المط الأزهرية 1309 و 1324 جزء 2 المط الشرفية 1317

(1) ترجمة الطالوي في خلاصة الأثر 2 149
(٤٩١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 486 487 488 489 490 491 492 493 494 495 496 ... » »»