معجم المطبوعات العربية - اليان سركيس - ج ١ - الصفحة ١٧٦
الكلام وذكاء وقوة خاطر وحافظية وتدقيق في التصوف وقال مجد الدين الفيروزبادي صاحب القاموس في كتابه المسمى بالاغتباط بمعالجة ابن الخياط الذي ألفه بسبب سؤال سئل فيه عن الشيخ محيي الدين بن عربي:
" هو عباب لا تكدره الدلاء. وسحاب تتقاصر عنه الأنواء. كانت دعواته تخترق السبع الطباق. وتفترق بركاته فتملأ الآفاق. واني أصفه وهو يقينا فوق ما وصفته وغالب ظني أني ما أنصفته. وأما كتبه ومصنفاته فالبحار الزواخر. التي جواهرها وكثرتها لا يعرف لها أول ولا آخر. ما وضع الواضعون مثلها. وانما خص الله سبحانه بمعرفة قدرها أهلها. ومن خواص كتبه أن من واظب على مطالعتها والنظر فيها وتأمل في مبانيها انشرح صدره لحل المشكلات. وفك المعضلات. وهذا الشأن لا يكون الا لأنفاس من خصه الله تعالى بالعلوم اللدنية الربانية وكان مسكنه وظهوره بدمشق ينشر فيها علومه. وقيل أن مصنفاته زادت على المائتين (وقيل الأربعمائة) والناس فيه ثلاثة أقسام. القسم الأول من نص على التكفير بناء على كلامه المخالف للشريعة المطهرة. وألفوا في ذلك الرسائل فمنها للعلامة السخاوي ومنها للسعد التفتازاني ولملا علي القارئ وغيرهم القسم الثاني من يجعله من أكابر الأولياء العارفين وسند العلماء العاملين بل يعده من جملة المجتهدين. من هذا القسم المجد صاحب القاموس والشيخ النابلسي وابن كمال باشا والشيخ عبد الوهاب الشعراني والشيخ إبراهيم بن الحسن الكوراني القسم الثالث من اعتقد ولايته وحرم النظر في كتبه منهم الجلال السيوطي والحصكفي وغيرهما كانت وفاته بدمشق وحمل إلى قاسيون وبني السلطان سليم مدرسة عظيمة بجوار ضريحه في صالحية دمشق 1 الأخلاق (1) رسالة صغيرة طبعت بمصر ص 60

(1) نسب هذا الكتاب وهما لابن العربي كما نسب أيضا كتاب تهذيب الأخلاق الذي نشره العلامة محمد كرد علي للجاحظ وهما نفس كتاب تهذيب الأخلاق لابن عدي المذكور قبلا (أنظر مجلة المجمع العلمي العربي بدمشق المجلد 4 ص 348)
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»