شيخ المضيرة أبو هريرة - محمود أبو رية - الصفحة ١١٠
لا يؤدى عنى إلا رجل من أهل بيتي، ثم دعا عليا وقال له: اخرج بهذه القصة من صدر براءة وأذن في الناس يوم النحر إذا اجتمعوا بمنى إلخ. فخرج على على ناقة رسول الله العضباء - حتى أدرك أبا بكر في الطريق فلما رآه أبو بكر قال: أمير أو مأمور؟ فقال: بل مأمور. حتى إذا كان يوم النحر، قام على رضي الله عنه فأذن في الناس بالذي أمر رسول الله، وكان الذي أذن به على " أن لا يدخل الجنة كافر، ولا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وآله عهد فهو إلى مدته (1)، ويؤيد ذلك ويعززه ما رواه الإمام أحمد في مسنده عن أبي بكر وعلى في هذا الامر، وإليك نص ما صرح به أصحاب الشأن أنفسهم في هذا الامر، وهما: أبو بكر وعلى رضي الله عنهما، حتى نأخذ الطريق على كل مكابر يريد أن يماري فيما قطعنا به، قال أبو بكر: إن النبي صلى الله عليه وآله بعثني ببراءة لأهل مكة، لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة - ومن كان بينه وبين رسول الله مدة فأجله إلى مدته، والله برئ من المشركين ورسوله، قال: فسرت بها ثلاثا، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلى: الحق أبا بكر فرده على وبلغها أنت (قال) ففعل على ذلك ورجعت إلى المدينة، فلما قدمت على النبي صلى الله عليه وآله بكيت إليه وقلت: يا رسول الله، حدث في شئ؟
قال: ما حدث فيك إلا خير، لكني أمرت، ألا يبلغها إلا أنا أو رجل منى " (2).
وقال على: لما نزلت عشر آيات من سورة براءة دعا النبي صلى الله عليه وآله أبا بكر فبعثه بها ليقرأها على أهل مكة ثم دعاني فقال لي: أدرك أبا بكر، خذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم، فلحقته فأخذت الكتاب منه.
فرجع إلى النبي صلى الله عليه وآله فقال: يا رسول الله، نزل في شئ؟ قال: لا، ولكن جبرائيل جاءني فقال: " لن يؤدى عنك إلا أنت، أو رجل منك " (3).
ولعلي حديث آخر قال فيه: إن رسول الله بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ثم أتبعه بي فقال لي: خذ الكتاب منه فامض به إلى أهل مكة، قال: فلحقت أبا بكر فأخذت الكتاب منه، فانصرف إلى المدينة وهو كئيب،

(1) كان العرب إذ ذاك في تلك السنة على منازلهم في الحج التي كانوا عليها في الجاهلية. (2 و 3) رواهما أحمد في مسنده.
(١١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 105 106 107 108 109 110 111 112 113 114 115 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 بيان واجب حول عنوان الكتاب 3
2 هذا الكتاب 5
3 مقدمة الطبعة الثالثة 13
4 كتيب الشيخ عبد الحليم محمود 13
5 كتاب الأزهر 27
6 تمهيد 35
7 الحياة في مكة زمن البعثة 36
8 وقعة خيبر 37
9 سبب تأخر الأشعريين في القدوم على النبي (ص) 38
10 قدوم أبي هريرة إلى النبي - ولماذا تأخر؟ 39
11 الاختلاف في اسمه 43
12 أصله ونشأته 44
13 قدومه إلى النبي وهو بخيبر 45
14 مفتاح شخصيته - وسبب صحبته للنبي (ص) 47
15 حياته بعد إسلامه في المدينة وسكنه في 49
16 أبو هريرة وجعفر بن أبي طالب 53
17 نهمه - شيخ المضيرة 54
18 حديث زر غبا - وحديث انصر أخاك 59
19 إقصاؤه إلى البحرين وسببه 63
20 اضطرابهم في أخبارهم 65
21 سيرته في ولايته 79
22 طرفة 83
23 سنة عمر في استعمال الولاة 84
24 وقفة قصيرة مع عمر 86
25 مثل الولاة الأمناء 87
26 أخذه عن كعب الأحبار - 89
27 حديث النيل وسيحان وجيحان والفرات من أنهار الجنة - أسطورة قديمة 94
28 حديث خلق الله التربة يوم السبت 97
29 عمر ينهى أبا هريرة عن الرواية ويضربه هنا وقفة مهمة 105
30 لم يظهر أبو هريرة إلا بعد الفتنة 108
31 وقائع لم يحضرها ويزعم أنه حضرها 109
32 أبو هريرة يدلس 113
33 التدليس والمدلسون وحكم التدليس 114
34 الحديث المرسل 116
35 كثرة أحاديثه 121
36 تناقض رجال الحديث 121
37 هو أكثر الصحابة تحديثا 124
38 كيف سوغ لنفسه أن يروى ما يشاء 126
39 ما رواه كبار الصحابة أبو بكر وعمر أصحاب كبار لم يرووا عن النبي ملاحظة دقيقة 132
40 اتهام كبار الصحابة لأبي هريرة - على رضى الله عنه يقول عنه: إنه أكذب الناس 135
41 قصة حديث من أصبح جنبا 136
42 حديث الشعر 140
43 كان عند ما يريد شيئا يضع له حديثا! 142
44 انتقاد ما بعد الصحابة عليه وموقف أبي حنيفة وأصحابه 146
45 حتى المعتزلة - التحفظ من حديثه 148
46 وماذا بعد ذلك 149
47 اعترافه بأنهم كانوا يكذبونه التهكم به والسخرية 153
48 أول راوية اتهم في الإسلام 154
49 جزاء الكذب على رسول الله 155
50 دولة بني أمية وكيف نشأت وجذور الأموية 156
51 ما قاله الجاحظ في ذلك 161
52 ما كان من يزيد 163
53 أبو سفيان بن حرب 164
54 عثمان بن عفان 166
55 ظهور العصبة الجاهلية في زمن عثمان 169
56 بعد مقتل عثمان 170
57 معاوية بن أبي سفيان وحروب الجمل 173
58 انصراف معاوية إلى أولاد علي 175
59 يزيد والحسين 177
60 كانت مؤامرة مدبرة 181
61 قول عائشة في تولى معاوية الملك معاوية وكيف كان يحكم والناس معه 185
62 معاوية يهدم بناء الحكم الإسلامي الصحيح 186
63 معاوية في ميزان العقاد 187
64 الذين يزيفون التاريخ 189
65 نشأة الاختراع في الرواية، معاوية هو الذي أحدث القصص 203
66 هل كان من كتاب الوحي؟ 204
67 تشيع أبى هريرة لمعاوية 207
68 حديث بسط الثوب 211
69 ضعف ذاكرة أبى هريرة 216
70 حديث الأوعية 219
71 كيس أبي هريرة 221
72 حديث المزود 224
73 بعض ما قدمه إلى آل أبي العاص وبني أمية 229
74 أبو هريرة يشهد على علي بأنه يحمى قتلة عثمان 231
75 حسن وجه معاوية - أبو هريرة وهند - معاوية يحدث صلاة موقوتة وأبو هريرة يؤصلها له 235
76 أبو هريرة يضع أحاديث على علي 236
77 كيف يفعل التعصب والحرص الدنيا أيادي بني أمية على أبي هريرة 240
78 أمثله مما رواه أبو هريرة - حديث الذباب - معركة الذباب 248
79 كلمة في ترجمة أبي هريرة للسيد رشيد رضا 260
80 وفاة أبي هريرة 264
81 تنبيه وتحذير 265
82 ما يجب اتخاذه نحو رواياته والتحفظ فيها إلمامة عابرة بكتاب أبي هريرة الذي خرج حديثا 274
83 خرافة الطفيل بن عمرو 279
84 قصة الطفيل بن عمرو وخرافاته 281
85 من هو هشام الكلبي؟ 283
86 علم أبى هريرة وفتواه 286
87 جمود وجهل - ترهيب صبياني 289
88 خاتمة تذروها الرياح 291
89 ردنا على الشيخ محمد أبو زهرة 293
90 كلمتان نفيستان 299
91 إلى علماء الإسلام في جميع الأقطار 300
92 للتاريخ 303
93 ترجمة المقدمة الفارسية للكتاب 305
94 مؤلف هذا الكتاب 309