تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٩ - الصفحة ٤٧٧
الكديمي وقال يعقوب إلي بالكذب قال لي كتبت عن أبيك في مجلس محمد بن القاسم النهدي قال موسى لم يحدث أبي عن محمد بن القاسم قط قال الخطيب هذا لا حجة فيه على تكذيب الكديمي لاحتمال أن يكون هارون سمع من محمد بن القاسم ولم يحدث عنه.
وقال محمد بن قريش المروروذي دخلت على موسى بن هارون منصرفي من مجلس الكديمي فقال لي ما الذي حدثكم الكديمي اليوم فقلت ثنا عن شاصويه بن عبيد يعني بحديث مبارك اليمامة فقال موسى بن هارون اشهد أنه حدث عمن لم يخلق بعد فنقل هذا الكلام إلى الكديمي فلما كان من الغد خرج فجلس على الكرسي فقال بلغني ان هذا الشيخ تكلم في ونسبني إلى اني حدثت عمن لم يخلق بعد وقد عقدت بيني وبينه عقدة لا نحلها إلا بين يدي الملك الجبار قال انتهى الخبر إلى موسى فما سمعته بعد ذلك يذكر الكديمي إلا بخير.
وقال عثمان بن جعفر العجلي لما أملى الكديمي حديث شاصويه استعظمه الناس فلما كان بعد وفاته جاء قوم من الرحالة ممن جاء من عدن فقالوا دخلنا قرية يقال لها الحردة (1) فلقينا فيها شخصا فسألناه عندك شئ من الحديث قال نعم قلنا ما اسمك قال شاصويه فكتبنا عنه فأملى علينا هذا الحديث فيما املى عن أبيه وقد روى هذا الحديث ابن جميع في معجمه عن العباس بن محبوب عن عثمان بن شاصويه عن أبيه عن جده وقال الحاكم سمعت أبا بكر الضبي قال لابي عبد الله بن يعقوب قد أكثرت عن الكديمي فقال سمعت الكديمي يوما وبكى وقال الا من رماني بالكفر والزندقة فهو من قبلي في حل الا من رماني بالكذب في الحديث فاني خصمه بين يدي الله تعالى.
وقال الدارقطني قال لي أبو بكر بن المطلب الهاشمي كنا عند القاسم بن المطرز وكان يقرأ علينا مسند أبي هريرة فمر في كتابه حديث عن الكديمي فامتنع عن قراءته فقام إليه محمد بن عبد الجبار وكان قد أكثر عن الكديمي فقال ايها الشيخ أحب أن تقرأ فأبى وقال انا أجاثيه بين يدي الله تعالى يوم القيامة وأقول ان هذا يكذب على رسولك وعلى العلماء وقال حمزة السهمي سمعت الدارقطني يقول كان الكديمي يتهم بوضع الحديث.
قال إسماعيل الخطبي مات في نصف جمادى الآخرة سنة ست وثمانين ومائتين وصلى

(1) الحردة بالكسر بلدة بساحل بحر اليمن اه‍ قاموس.
(٤٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 470 471 472 473 474 475 476 477 478 479 480 » »»