تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٥ - الصفحة ٢٤٤
النبي صلى الله عليه وسلم وأنا ابن ثلاث عشرة سنة. وعنه قال وأنا ختين. وعنه قال ابن عشر سنين.
وعنه قال وأنا ابن خمس عشرة. وصوبه أحمد بن حنبل وقال أبو نعيم في آخرين مات سنة ثمان وستين وصلى عليه محمد بن الحنفية وقال اليوم مات رباني هذه الأمة وكان موته بالطائف وقيل مات سنة (69) وقيل سنة سبعين. قلت: اختصر المؤلف ترجمته إلا في ذكر مشائخه والرواة عنه وذلك لشهرة فضائله ومناقبه ولا بأس أن نلمح بشئ منها صحح ابن عبد البر ما قاله أهل السير أنه كان له عند موت النبي صلى الله عليه وسلم (13) سنة وقال ابن مسعود لو أدرك ابن عباس أسناننا ما عشرة منا أحد.
وروى ابن أبي خيثمة بسند فيه جابر الجعفي أن ابن عمر كان يقول ابن عباس أعلم أمة محمد بما أنزل على محمد. وروى ابن سعد بسند صحيح أن أبا هريرة قال لما مات زيد ابن ثابت مات اليوم حبر الأمة ولعل الله أن يجعل في ابن عباس منه خلفا. وقال ابن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه ما رأيت مثل ابن عباس قط وقال يزيد بن الأصم خرج معاوية حاجا وخرج ابن عباس حاجا فكان لمعاوية موكب ولابن عباس ممن يطلب العلم موكب وقالت عائشة هو أعلم الناس بالحج وروى الزبير بن بكار في كتاب الأنساب بسند له فيه ضعف عن ابن عمر قال كان عمر يدعو ابن عباس ويقربه (1) ويقول إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاك يوما فمسح رأسك وتفل في فيك وقال اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل.
وروى أحمد هذا المتن بسند لا بأس به من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به وبعضه في الصحيح ورواه الطبراني بمعناه من طريق ميمون بن مهران عن ابن عباس نحوه وعند أبي نعيم بسند له عن عبد الله بن بريدة عن ابن عباس قال انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده جبريل فقال له جبريل إنه كائن حبر هذه الأمة فاستوص به خيرا.
(فائدة) روي عن غندر أن ابن عباس لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم إلا تسعة أحاديث وعن يحيى القطان عشرة وقال الغزالي في المستصفى أربعة وفيه نظر ففي الصحيحين عن ابن

(1) ويفوقه.
(٢٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 239 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 ... » »»