تهذيب التهذيب - ابن حجر - ج ٤ - الصفحة ٣٠٢
وقال مسلم بن إبراهيم ما دخلت على شعبة في وقت صلاة قط إلا رأيته قائما يصلي وقال النضر بن شميل ما رأيت أرحم بمسكين منه وقال قراد أبو نوح رأى علي شعبة قميصا فقال بكم أخذت هذا قلت بثمانية دراهم قال لي ويحك اما تتقى الله تلبس قميصا بثمانية الا اشتريت قميصا بأربعة وتصدقت بأربعة قلت أنا مع قوم نتجمل لهم قال أيش تتجمل لهم وقال وكيع اني لأرجو أن يرفع الله لشعبة في الجنة درجات لذبه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال يحيى القطان ما رأيت أحدا قط أحسن حديثا من شعبة وقال ابن إدريس ما جعلت بينك وبين الرجال مثل شعبة وسفيان وقال ابن المديني سألت يحيى بن سعيد أيما كان احفظ للأحاديث الطوال سفيان أو شعبة فقال كان شعبة أمر فيها. قال وسمعت يحيى يقول كان شعبة أعلم بالرجال فلان عن فلان وكان سفيان صاحب أبواب.
وقال أبو داود لما مات شعبة قال سفيان مات الحديث قيل لابي داود هو أحسن حديثا من سفيان قال ليس في الدنيا أحسن حديثا من شعبة ومالك على قلته والزهري أحسن الناس حديثا وشعبة يخطئ فيما لا يضره ولا يعاب عليه يعني في الأسماء وقال ابن سعد كان ثقة مأمونا ثبتا حجة صاحب حديث وقال العجلي ثقة ثبت في الحديث وكان يخطئ في أسماء الرجال قليلا وقال صالح جزرة أول من تكلم في الرجال شعبة ثم تبعه القطان ثم أحمد ويحيى.
وقال ابن سعد توفي أول سنة (160) بالبصرة وقال أبو بكر بن منجويه ولد سنة (82) ومات سنة (160) وله (77) سنة وكان من سادات أهل زمانه حفظا واتقانا وورعا وفضلا وهو أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين وجانب الضعفاء والمتروكين وصار علما يقتدى به وتبعه عليه بعده أهل العراق. قلت: هذا بعينه كلام ابن حبان في الثقات نقله ابن منجويه منه ولم يعزه إليه لكن عند ابن حبان أن مولده سنة (83) وذكر ابن أبي خيثمة أنه مات في جمادى الآخرة وأما ما تقدم من أنه كان يخطئ في الأسماء فقد قال الدارقطني في العلل كان شعبة يخطئ في أسماء الرجال كثيرا لتشاغله بحفظ المتون وقال صالح بن سليمان كان لشعبة اخوان يعالجان الصرف وكان شعبة يقول لأصحاب الحديث ويلكم ألزموا السوق فإنما أنا عيال على اخوتي.
(٣٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 307 ... » »»