الإصابة - ابن حجر - ج ١ - الصفحة ١٢٥
وفي الإصابة بعض المواضع البيضاء التي قد يكون تعليلها انها من جملة الأشياء التي لم يدونها المؤلف، لأنها تتطلب المزيد من التحقيق.
ففي أثناء بعض تراجمه ذكر سهيل بن أبي جندل ثم قال: " ينظر مسند الحارث بن معاوية ويحرر من النسب وغيره " وقال في موضع آخر عند ترجمة أم سعيد والدة سعيد بن ي يد بن عمرو بن نفيل قال:
" يكتب من.... باب الكافور في كتاب الجنائز للبيهقي في السنن الكبير " وجاء في نهاية الترجمة فقال: " وروى ابن سعد... " ولم يذكر الرواية. وجاء في نهاية ترجمة ما نصه " ينبغي ان يحول إلى القسم الرابع ".
ترتيب الإصابة على أربعة اقسام ألح الكثيرون على ابن حجر في نشر كتابه " الإصابة "، فاستخار الله في ذلك ورتبة على أربعة اقسام في كل حرف، وهذا يعني انه قسم التراجم المبدوءة في حرف الألف مثلا إلى أربعة اقسام، وكذلك الباء والتاء هلم جرا حتى اخر الحروف.
1 - القسم الأول:
يقسم القسم الأول بأنه خاص بتراجم الذين وردت صحبتهم بطريق الرواية عنهم أو عن غيرهم، ومهما كانت الطريق صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، وشملت تراجم هذا القسم أولئك الذين وقع ذكرهم بما يدل على الصحبة باي طريق كان.
وكان قد رتب هذا القسم بادئ ذي بدء على ثلاثة ء قسام، ثم بدا له أن يجعله قسما واحدا، على أنه ميز في كل ترجمة ما إذا كانت الطريق التي وردت بها صحبة الصحابي صحيحة أو حسنة أو ضعيفة، ولذلك فالقراءة في كتاب الإصابة تستوجب يقظة وتركيزا وإمعانا والقارء مطلب بذلك إن شاء الوصول إلى الدقة والصواب.
2 - القسم الثاني: و خصص القسم الثاني لتراجم من ذكر في الصحابة من الأطفال الذين ولدوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة من النساء والرجال وقد مات النبي صلى الله عليه وسلم وهم دون سن التمييز وبين أن ذكر هؤلاء الصحابة إنما هو على سبيل الالحاق لغلبة الظن على أنه - صلى الله عليه وسلم رآهم، وهذه الفكرة إنما تستند إلى أن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا حريصين على إحضار أولادهم عنده عند ولادتهم ليحصنكهم ويسميهم تبركا به، والاخبار بذلك شهيرة، واستند ابن حجر في
(١٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 120 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 ... » »»