سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٥٣١
أنبأنا المؤمل بن محمد، أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا الشيباني، أخبرنا أبو بكر الخطيب، حدثني عبد الواحد بن علي الأسدي، قال لي أبو الفتح بن أبي الفوارس: روى ابن بطة، عن البغوي، عن مصعب بن عبد الله، عن مالك، عن الزهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " طلب العلم فريضة على كل مسلم " (1).
قال الخطيب: هذا باطل، والحمل فيه على ابن بطة.
قلت: أفحش العبارة، وحاشى الرجل من التعمد، لكنه غلط ودخل عليه إسناد في إسناد.
وبه قال الخطيب: أخبرنا العتيقي، أخبرنا ابن بطة، حدثنا البغوي، حدثنا مصعب عن مالك، عن هشام بن عروة بحديث: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا " قال الخطيب: وهو باطل بهذا الاسناد (2).
قال الخطيب: أخبرنا عبد الواحد بن علي، قال لي الحسن بن

(1) قلت لكن متن الحديث له طرق وشواهد كثيرة تدل على أن له أصلا فهو حديث حسن. انظر " فيض القدير ": 4 / 267.
(2) وهو صحيح من طريق آخر، فقد أخرجه البخاري 1 / 174، 175 في العلم: باب كيف يقبض العلم، وفي الاعتصام: باب ما يذكر من ذم الرأي، ومسلم (2673) في العلم:
باب رفع العلم وقبضه من طريقين عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما، اتخذ الناس رؤوسا جهالا، فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا " وكان تحديث النبي صلى الله عليه وسلم بذلك في حجة الوداع كما رواه أحمد 5 / 266 والطبراني من حديث أبي أمامة قال: لما كان في حجة الوداع، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ مردف الفضل بن عباس على جمل آدم، فقال: " أيها الناس خذوا من العلم قبل ان يقبض العلم وقبل أن يرفع العلم " فقال أعرابي: كيف يرفع؟
فقال: " ألا إن ذهاب العلم ذهاب حملته " ثلاث مرات.
(٥٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 526 527 528 529 530 531 532 533 534 535 536 ... » »»