سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٦ - الصفحة ٢٣٧
عروضي، صحب الفقراء.
قال الشيخ أبو إسحاق في " الطبقات ": الصعلوكي من بني حنيفة، وهو صاحب أبي إسحاق المروزي، مات في آخر سنة تسع وستين وثلاث مئة وكان فقيها أديبا، متكلما، مفسرا، صوفيا، كاتبا. عنه أخذ ابنه أبو الطيب وفقهاء نيسابور.
قلت: هو صاحب وجه، ومن غرائبه وجوب النية لإزالة النجاسة.
وقال أبو العباس النسوي: كان أبو سهل الصعلوكي مقدما في علم التصوف، صحب الشبلي، وأبا علي الثقفي، والمرتعش، وله كلام حسن في التصوف.
قلت: مناقب هذا الامام جمة.
قال أبو القاسم القشيري: سمعت أبا بكر بن فورك، يقول: سئل الأستاذ أبو سهل عن جواز رؤية الله بالعقل، فقال: الدليل عليه شوق المؤمنين إلى لقائه، والشوق إرادة مفرطة، والإرادة لا تتعلق بمحال.
وقال السلمي: سمعت أبا سهل يقول: ما عقدت على شئ قط، وما كان لي قفل ولا مفتاح. ولا صررت على فضة ولا ذهب قط، وسمعته يسأل عن التصوف، فقال: الاعراض عن الاعتراض، وسمعته يقول: من قال لشيخة: لم؟ لا يفلح أبدا. (1).

(1) بلى والله يفلح إذا كان قصده معرفة الحقيقة، أو كان يري في الشيخ خطأ لا يقره الشرع، وأراد أن ينبهه عليه بأدب ولطف، فكل بني آدم خطأ كما صح عنه صلى الله عليه وسلم، وقد اتخذ هذه الكلمة المنافية لما جاء به الاسلام من لا يترسم خطا الشرع من الشيوخ ذريعة لارتكاب ما لا يحل، وفعل ما هو محرم.
(٢٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 232 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 ... » »»