سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٨٥
ما حالك يا أبا زرعة؟ قال: أحمد الله على أحواله كلها، إني حضرت، فوقفت بين يدي الله تعالى، فقال: يا عبيد الله! لم تذرعت القول في عبادي؟ قلت: يا رب! إنهم حاولوا دينك. قال: صدقت. ثم أتي بطاهر الخلقاني، فاستعديت عليه إلى ربي تعالى، فضرب الحد مئة، ثم أمر به إلى الحبس، ثم قال: ألحقوا عبيد الله بأصحابه: أبي عبد الله، وأبي عبد الله، وأبي عبد الله: سفيان الثوري، ومالك بن أنس، وأحمد بن حنبل (1).
قلت: إسنادها كالشمس.
أخبرنا ابن الخلال (2)، أخبرنا الهمداني، أخبرنا السلفي، أخبرنا ابن مالك، أخبرنا أبو يعلى، الحافظ، سمعت محمد بن علي الفرضي، سمعت القاسم بن محمد بن ميمون، سمعت عمر بن محمد بن إسحاق الحافظ، سمعت ابن وارة يقول: حضرت أنا وأبو حاتم عند وفاة أبي زرعة، فقلنا: كيف تلقن مثل أبي زرعة؟ فقلت: حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد بن جعفر. وقال أبو حاتم: حدثنا بندار في آخرين، حدثنا أبو عاصم، حدثنا عبد الحميد، ففتح عينيه، وقال: حدثنا بندار، حدثنا أبو عاصم، أخبرنا عبد الحميد، حدثنا صالح بن أبي عريب، عن كثير بن مرة، عن معاذ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من كان آخر كلامه: لا إله إلا الله ". وخرج روحه معه (3).

(1) تقدم هذا الخبر في سياق الترجمة.
(2) هو: " الحسن بن علي بن أبي بكر بن يونس، الثقة، بدر الدين، أبو علي الدمشقي القلانسي بن الخلال، ولد سنة تسع وعشرين وستمئة، في صفر، واعتنى به خال أمه الحافظ أبو العباس بن الجوهري، فاسمعه الكثير، واستجاز له خلائق، وتفرد في وقته، وأكثرت عنه، وكان من خيار الشيوخ، دينا وقورا سمتا طويل الروح... مات في ربيع الأول سنة اثنتين وسبعمئة ". " مشيخة ". الذهبي: خ: ق: 42 - 43.
(3) تقدم الخبر وتخريج الحديث في الصفحة 77 ت 1
(٨٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 80 81 82 83 84 85 86 87 88 89 90 ... » »»