سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٦١
قلت: له مصنف كبير في فنون من العلم، وله كتاب: " السير "، عشرون مجلدا، وكتاب: " التاريخ " (1)، ومصنف في الرد على الشافعي والعراقيين.
وقيل: لما مات ضربت الخيام حول قبره، فأقاموا شهرا، وأقيمت هناك أسواق الطعام، ورثته الشعراء، وتأسفوا عليه (2).
توفي سنة خمس وستين ومئتين.
ثم رأيت له ترجمة طويلة، في " تاريخ " (3) أبي بكر عبد الله بن محمد المالكي (4)، قال: قال أبو العرب: كان ابن سحنون إماما ثقة، عالما بالفقه (5)، عالما بالآثار، لم يكن في عصره أحد أجمع لفنون العلم منه، ألف في جميع ذلك كتبا كثيرة، نحو مئتي كتاب، في العلوم والمغازي والتواريخ. وكان أبوه يقول: ما أشبهه إلا بأشهب.. وكانت له حلقة غير حلقة أبيه، ولد سنة ثنتين ومئتين، وتوفي سنة ست وخمسين ومئتين.
سمع من: أبيه، وموسى بن معاوية، وعبد العزيز بن يحيى المدني.
وارتحاله [إلى المشرق] في سنة خمس وثلاثين، فلقي أبا المصعب الزهري، ويعقوب بن كاسب.

(1) قال الصفدي عنه في " الوافي ": 3 / 86: " وهو ستة أجزاء ".
(2) انظر بعض ما قيل فيه في " رياض النفوس ": 1 / 356.
(3) انظر: رياض النفوس: 1 / 345 - 360. والملاحظ أن الذهبي قد نقل هذه الترجمة مختصرة هنا، فراجع " الرياض " إن شئت.
(4) هو مؤرخ من أهل القيروان، كانت وفاته سنة 453، وتاريخه هو: " رياض النفوس في طبقات علماء القيروان وإفريقية وزهادهم وعبادهم ونساكهم وسير من أخبارهم وفضائلهم وأوصافهم ". وقد طبع الجزء الأول منه في مصر عام (1951 م) بتحقيق حسين مؤنس.
(5) في " الرياض ": 1 / 345: كان " عالما بالمذهب، مذهب أهل المدينة ".
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»