سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٥٤٩
وسمعت أبا بكر الصبغي يقول: ما رأيت في المحدثين أهيب من إبراهيم ابن أبي طالب، كنا نجلس بن يديه وكأن على رؤوسنا الطير. بينا نحن في مسجده، إذ عطس أبو زكريا العنبري، فأخفى عطاسه، فقلت له: قليلا قليلا، لا تخف فلست بين يدي الله عز وجل (1).
وسمعت أبا الفضل محمد بن إبراهيم، سمعت ابن أبي طالب يقول:
قال لي محمد بن يحيى: من أحفظ من رأيت بالعراق؟ قلت: لم أر بعد أحمد بن حنبل مثل أبي كريب. ثم قال أبو الفضل: كان إبراهيم بن أبي طالب يهاب بمرة، وكان لا يحضر مجلس القضاة إلا لشهادة تلزمه.
وحدثنا حسان بن محمد الفقيه، سمعت إبراهيم بن أبي طالب يقول:
دخلت على أحمد بعد المحنة غير مرة، وذاكرته رجاء أن آخذ عنه حديثا، حتى قلت له: يا أبا عبد الله! حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " امرؤ القيس قائد لواء الشعراء إلى النار ". (2) فقال: قيل: عن الزهري، عنه. قلت: من عن الزهري؟ قال: أبو الجهم. قلت: من رواه عن أبي الجهم؟ فسكت، فعاودته، فقال: اللهم سلم. فسكت.
قال: وسمعت أبا علي النيسابوري يقول: كنت أختلف إلى الولي

(١) المصدر السابق.
(٢) أخرجه أحمد في " المسند " ٢ / ٢٢٨ من طريق هشيم، حدثنا أبو الجهم الواسطي، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. وأبو الجهم قال فيه أبو زرعة: واه، وقال ابن عدي:
شيخ مجهول لا يعرف له اسم، وخبره منكر، ولا أعرف له غيره، وقال ابن حبان في " المجروحين " ٣ / ١٥٠: أبو الجهم شيخ من أهل واسط يروي عن الزهري ما ليس من حديثه روى عنه هشيم بن بشير، لا يجوز الاحتجاج بروايته إذا انفرد، وقال ابن عبد البر: لا يصح حديثه. وانظر " مجمع الزوائد " ٨ / ١١٩، و " البداية والنهاية " 2 / 118، وله في " تاريخ بغداد " 9 / 370 طريق آخر لا يصح.
(٥٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 544 545 546 547 548 549 550 551 552 553 554 ... » »»