سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٢٢٩
قال: وسمعت محمد بن الضحاك بن عمرو بن أبي عاصم يقول:
أشهد على محمد بن يحيى بن مندة بين يدي الله تعالى أنه قال: أشهد على أبي بكر بن أبي داود بين يدي الله أنه قال: روى الزهري، عن عروة، قال:
حفيت أظافير فلان، من كثرة ما كان يتسلق على أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - (1).
قلت: هذا باطل وإفك مبين، وأين إسناده إلى الزهري؟ ثم هو مرسل، ثم لا يسمع قول العدو في عدوه، وما أعتقد أن هذا صدر من عروة أصلا، وابن أبي داود إن كان حكى هذا، فهو خفيف الرأس، فلقد بقي بينه وبين ضرب العنق شبر، لكونه تفوه بمثل هذا البهتان، فقام معه، وشد منه رئيس أصبهان محمد بن عبد الله بن حفص الهمداني الذكواني، وخلصه من أبي ليلى أمير أصبهان، وكان انتدب له بعض العلوية خصما، ونسب إلى أبي بكر المقالة، وأقام عليه الشهادة محمد بن يحيى بن مندة الحافظ، ومحمد بن العباس الأخرم، وأحمد بن علي بن الجارود، واشتد الخطب، وأمر أبو ليلى بقتله، فوثب الذكواني، وجرح الشهود مع جلالتهم، فنسب ابن مندة إلى العقوق، ونسب أحمد إلى أنه يأكل الربا، وتكلم في الآخر، وكان الهمداني الذكواني كبير الشأن، فقام، وأخذ بيد أبي بكر، وخرج به من الموت، فكان أبو بكر يدعو له طول حياته، ويدعو على أولئك الشهود.
حكاها أبو نعيم الحافظ، ثم قال: فاستجيب له فيهم، منهم من احترق، ومنهم من خلط وفقد عقله.
قال أحمد بن يوسف الأزرق: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول: كل الناس مني في حل، إلا من رماني ببغض علي - رضي الله عنه. (2).

(١) الكامل لابن عدي: خ: ٤٥٤.
(٢) انظر: تاريخ بغداد: ٩ / 468.
(٢٢٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 224 225 226 227 228 229 230 231 232 233 234 ... » »»