سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٢٠٢
مكان حار، وعذب بأنواع العذاب، فمات في جمادى الأولى. وقيل: رؤي في النوم فقيل: ما فعل الله بك؟ قال: غفر لي بما لقيت، لم يكن ليجمع علي عذاب الدنيا والآخرة.
وروى أبو علي التنوخي، عن أبيه، عن جماعة من أهل الحضرة أخبروه: أن المعتضد أمر بابن بلبل، فاتخذ له تغارا (1) كبيرا، وملئ اسفيذاجا وبله، ثم جعل رأسه فيه إلى عنقه، ومسك عليه حتى خمد، فلم يزل روحه يخرج بالضراط من أسفله حتى مات.
116 - أصبغ بن خليل * فقيه قرطبة ومفتيها، أبو القاسم الأندلسي المالكي.
أخذ عن: الغازي بن قيس قليلا، وعن يحيى بن يحيى، وأصبغ بن الفرج، وسحنون، وطائفة.
وبرع في الشروط، وكان لا يدري الأثر، وقد اتهم في النقل، ووضع في عدم رفع اليدين - فيما قيل -.
وقال قاسم بن أصبغ: هو منعني السماع من بقي (2). وسمعته يقول:
أحب أن يكون في تابوتي خنزير، ولا يكون فيه مصنف ابن أبي شيبة. ثم دعا عليه قاسم.

(١) التغار: وعاء كبير. والكلمة فارسية.
* تاريخ علماء الأندلس: ١ / ٧٧ - ٧٩ جذوة المقتبس: ١٧٣، بغية الملتمس: ٢٤٠، ميزان الاعتدال: ١ / ٢٦٩ - ٢٧١، لسان الميزان: ١ / 458 - 459، الديباج المذهب:
1 / 301.
(2) بقي بن مخلد. ستأتي ترجمته في الصفحة: (285)، برقم: (137).
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»