سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٢ - الصفحة ٧٩
التحيات، فلما حذاه لطم القلنسوة، فسلم أحمد، وأعطى القلنسوة ابنه إبراهيم، فذهب بها. فقال له من رآه: ما رأيت ما فعل بك هذا؟ فقال:
رحمه الله.
ومن كلام القاسم: رأس الأعمال الرضى عن الله، والورع عماد الدين، والجوع (1) مخ العبادة، والحصن الحصين الصمت.
وقال قاسم الجوعي: سمعت مسلم بن زياد يقول: مكتوب في التوراة: من سالم سلم، ومن شاتم شتم، ومن طلب الفضل من غير أهله ندم.
وقال: الشهوات نفس الدنيا، فمن ترك الشهوات فقد ترك الدنيا. إذا رأيت الرجل يخاصم فهو يحب الرئاسة.
قال عمرو بن دحيم: توفي قاسم الجوعي في رمضان سنة ثمان وأربعين ومئتين.
قلت: كان زاهد الوقت هذا الجوعي بدمشق، والسري السقطي ببغداد، وأحمد بن حرب بنيسابور، وذو النون بمصر، ومحمد بن أسلم بطوس. وأين مثل هؤلاء السادة؟ ما يملا عيني إلا التراب، أو من تحت التراب.
23 - الكرابيسي * العلامة، فقيه بغداد، أبو علي، الحسين بن علي بن يزيد

(١) على هامش الأصل: والجزع، والخبر في " حلية الأولياء " ٩ / ٢٢٣ بلفظ:
والجوع.
* الفهرست: ٢٣٠، ٢٣١، تاريخ بغداد ٨ / ٦٤، ٦٧، طبقات الفقهاء للشيرازي:
٨٣، طبقات الحنابلة ١ / ١٤٢، الأنساب، ١٠ / ٣٧١، اللباب ٣ / ٨٨، وفيات الأعيان ٢ / ١٣٢، ١٣٣، تهذيب الكمال: ٢٩٧، تذهيب التهذيب ١ / ١٥٨ / ١، ميزان الاعتدال ١ / ٥٤٤، العبر ١ / ٤٥٠، ٤٥١، طبقات الشافعية للسبكي ٢ / ١١٧ / ١٢٦، تاريخ ابن كثير ١١ / ٢، تهذيب التهذيب: ٢ / 359، 362، النجوم الزاهرة 2 / 321، طبقات الحفاظ: 368، خلاصة تذهيب الكمال: 84، شذرات الذهب 2 / 117، الانتقاء: 106.
والكرابيسي بفتح الكاف والراء، وبعد الألف باء موحدة مكسورة، ثم ياء مثناة من تحتها ساكنة، وبعدها سين مهملة: هذه النسبة إلى الكرابيس، وهي الثياب الغليظة، واحدها كرباس، بكسر الكاف، وهو لفظ فارسي معرب. وكان أبو علي المذكور يبيعها، فنسب إليها. " وفيات الأعيان " 2 / 133.
(٧٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 74 75 76 77 78 79 80 81 82 83 84 ... » »»