سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٦
الملة، أبو عبد الله القرشي ثم المطلبي الشافعي المكي، الغزي (1) المولد، نسيب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وابن عمه، فالمطلب هو أخو هاشم والد عبد المطلب.
اتفق مولد الامام بغزة، ومات أبوه إدريس شابا، فنشأ محمد يتيما في حجر أمه، فخافت عليه الضيعة، فتحولت به إلى محتده وهو ابن عامين، فنشأ بمكة، وأقبل على الرمي، حتى فاق فيه الاقران، وصار يصيب من عشرة أسهم تسعة، ثم أقبل على العربية والشعر، فبرع في ذلك وتقدم.
ثم حبب إليه الفقه، فساد أهل زمانه.
وأخذ العلم ببلده عن: مسلم بن خالد الزنجي (2) مفتي مكة، وداود ابن عبد الرحمن العطار، وعمه (3) محمد بن علي بن شافع، فهو ابن عم العباس جد الشافعي، وسفيان بن عيينة، وعبد الرحمن بن أبي بكر المليكي، وسعيد بن سالم، وفضيل بن عياض، وعدة.
ولم أر له شيئا عن نافع بن عمر الجمحي ونحوه، وكان معه بمكة.
وارتحل - وهو ابن نيف وعشرين سنة وقد أفتى وتأهل للامامة - إلى

(1) نسبة إلى غزة، مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر، وهي جنوب فلسطين بينها وبين عسقلان فرسخان، وفيها مات هاشم بن عبد مناف جد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبها قبره، ولذلك يقال لها: غزة هاشم.
(2) قال ابن سعد: كان أبيض مشربا بحمرة، وإنما قيل له: الزنجي، لمحبته التمر، قالت له جاريته: ما أنت إلا زنجي لاكل التمر، فبقي عليه هذا اللقب. ومسلم بن خالد هذا على جلالة قدره في الفقه ضعيف في الحديث لسوء حفظه.
(3) في الأصل " عمهم " وهو خطأ، والمثبت من " تهذيب " المزي، و " تذهيب " المؤلف.
(٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « 1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 ... » »»