سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٥٥٩
بنا غيرنا، فبرز له العصر، فما زالا في مبارزة إلى الليل، فوقف كل منهما على فرسه متكئا على رمحه، فنعس النعمان، فطعنه اليهودي، فيقع سنان رمحه في المنطقة، فدارت، وصار السنان يدور معها، فاعتنقه النعمان، وقال: أغدرا يا ابن اليهودية؟! فقال: أو محارب ينام يا ابن الأمة؟! فاتكأ عليه النعمان، فسقط فوقه، وكان النعمان ضخما، فصار فوقه، فذبح اليهودي، وبعث إلي برأسه، فاطمأنت البلاد، ثم ولي بعدي عمي سليمان، فانتهبه أهل دمشق، وسبوا حرمه (1).
قال الخطيب: بويع إبراهيم بالخلافة زمن المأمون، فحارب الحسن ابن سهل، فهزمه إبراهيم، ثم أقبل لحربه حميد الطوسي، فهزم جمع إبراهيم، واختفى إبراهيم زمانا إلى أن ظفر به المأمون، فعفا عنه (2).
وفيه يقول دعبل:
نفر ابن شكلة بالعراق وأهلها * وهفا إليه كل أطلس مائق إن كان إبراهيم مضطلعا بها * فلتصلحن من بعده لمخارق (3) وكان مخارق مغني وقته.
قال ابن ماكولا: ولد إبراهيم سنة 162 (4).
قلت: فعلى هذا لم يدرك مبارك بن فضالة.
قال الخطبي: بايعوه ببغداد، ولقب بالمبارك - وقيل: المرضي - في

(1) " تهذيب تاريخ ابن عساكر " 2 / 269 - 272.
(2) " تاريخ بغداد " 2 / 142، 143.
(3) البيتان في " تاريخ بغداد " 6 / 144، و " تهذيب تاريخ ابن عساكر " 2 / 273 وفيه " لعب ابن شكلة " بدل " نفر " و " وفيات الأعيان " 1 / 40.
(4) " الاكمال " 1 / 518.
(٥٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 554 555 556 557 558 559 560 561 562 563 564 ... » »»