سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٥٤٤
أخذ عنه: محمد بن شجاع الثلجي، وشعيب بن أيوب الصريفيني.
وكان أحد الأذكياء البارعين في الرأي، ولي القضاء بعد حفص بن غياث، ثم عزل نفسه (1).
قال محمد بن سماعة: سمعته يقول: كتبت عن ابن جريج اثني عشر ألف حديث، كلها يحتاج إليها الفقيه (2).
وقال أحمد بن عبد الحميد الحارثي: ما رأيت أحسن خلقا من الحسن اللؤلؤي، وكان يكسو مماليكه كما يكسو نفسه (3).

(١) انظر الخبر مفصلا في " تاريخ بغداد " ٧ / ٣١٤، و " الامتاع " ١٥، ١٦.
(٢) " تاريخ بغداد " ٧ / ٣١٤، وله مسند معروف في مروياته عن أبي حنيفة رحمه الله، وهو أحد المسانيد السبعة عشر لأبي حنيفة المذكور أسانيدها في " الفهرست الأوسط " للحافظ الشمس ابن طولون، وفي " عقود الحمان " للحافظ محمد بن يوسف الصالحي، وفي " ثبت " المسند الشيخ أيوب بن أحمد الدمشقي الخلوتي، وفي " حصر الشارد في أسانيد محمد بن عابد " السندي، وقد ساق المحدث علي بن عبد المحسن الدواليبي الحنبلي سنده في " مسند " الحسن بن زياد في " ثبته " المحفوظ في ظاهرية دمشق تحت رقم (285) من الحديث.
(3) ونص المؤلف في " تاريخ الاسلام ": وقال ابن كأس النخعي: حدثنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي قال: ما رأيت أحسن خلفا من الحسن بن زياد، ولا أقرب مأخذا منه ولا أسهل جانبا مع توفر فقهه وعلمه وزهده وورعه، وكان يكسو مماليكه ككسوة نفسه وأورده الصيمري في " أخبار أبي حنيفة وأصحابه " ص 131، والخطيب في " تاريخه " 7 / 314، 315، وعن يحيى بن آدم كما في " أخبار أبي حنيفة " ص 131: ما رأيت أفقه من الحسن بن زياد. ومن علم من هو يحيى بن آدم، وما هي منزلته في العلم ومن رآهم من الفقهاء، علم مبلغ أهمية هذه الشهادة منه للحسن بن زياد، وقد أخرج أبو عوانة حديثه في " مستخرجه على صحيح مسلم "، والحاكم في " المستدرك " وهذا منهما في حكم التوثيق، وقال مسلمة بن قاسم: كان ثقة رحمه الله تعالى، وأورده ابن حبان، في " الثقات " فيما ذكره صاحب " كشف الأستار عن رجال معاني الآثار " ومع جلالة قدر هذا الامام في العلم، وسعة الرواية في الحديث، والإمامة في الفقه، وعلو النفس، وكرم الخلال، والاعتصام بالسنة، لم يتورع بعض الحاقدين المتعصبين أن يلصقوا به طعونا شنيعة يستحيا من ذكرها ظلما وعدوانا، ويختلفوا عليه ما هو برئ منه، وكان على النقلة أن يتقوا الله، فينزهوا كتبهم عن أن يشينوها بتدوين تلك الطعون، أو - على الأقل - أن يبينوا وهاءها وافتعالها لئلا ينخدع القارئ بها ثقة بأولئك النقلة، ويغلب على الظن أن الذهبي رحمه الله أضرب عن ذكرها لما يعلم من بطلانها، وأنها مما أثمره الحقد والتعصب.
(٥٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 539 540 541 542 543 544 545 546 547 548 549 ... » »»