سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٧ - الصفحة ٣١١
وروى أبو داود، عن أبي الوليد، قال: كان يصلح للوزارة.
وقال أبو حاتم والنسائي جماعة: ثقة.
وروى أحمد بن سنان، عن عبد الرحمن، قال: قال بشر بن السري:
لم يسمع ابن أبي ذئب، ولا الماجشون من الزهري. قال ابن سنان: معناه عندي أنه عرض (1).
أبو الطاهر بن السرح: عن ابن وهب، قال: حججت سنة ثمان وأربعين ومئة، وصائح يصيح: لا يفتي الناس إلا مالك، وعبد العزيز بن أبي سلمة.
قال عمرو بن خالد الحراني: حج أبو جعفر المنصور، فشيعه المهدي، فلما أراد الوداع، قال: [يا بني] (2) استهدني. قال: أستهديك رجلا عاقلا. فأهدى له عبد العزيز بن أبي سلمة.
قال محمد بن سعد: كان عبد العزيز ثقة، كثير الحديث، وأهل العراق أروى عنه من أهل المدينة، قدم بغداد، وأقام بها إلى أن توفي سنة أربع وستين ومئة، وصلى عليه المهدي. وكان أرخه جماعة. وأما ابن حبان فقال:
مات سنة ست وستين ومئة. قال: وكان فقيها ورعا متابعا لمذاهب أهل الحرمين، مفرعا على أصولهم، ذابا عنهم.
أخبرنا أحمد بن سلامة إجازة، عن يحيى بن أسعد، أنبأنا عبد القادر بن محمد، أنبأنا أبو إسحاق البرمكي، أنبأنا أبو بكر بن بخيت، أنبأنا عمر بن محمد الجوهري، حدثنا أبو بكر الأثرم، حدثنا عبد الله بن صالح، عن عبد العزيز بن الماجشون، أنه سئل عما جحدت به الجهمية (3)؟ فقال:

(١) سبق التعريف بالعرض، صفحة: ٣٠٤، حا: ١.
(٢) زيادة من " تاريخ بغداد ": ٦ / ٤٣٧.
(٣) الجهمية: نسبة إلى جهم بن صفوان، يكنى أبا محرز، وقد نشأ في سمرقند بخراسان، ثم قضى فترة من حياته الأولى في ترمذ، وكان مولى لبني راسب من الأزد، وقد أطبق السلف على ذمه بسبب تغاليه في التنزيه وإنكار صفات الله. وتأويلها المفضي إلى تعطيلها. وأول من حفظ عنه مقالة التعطيل في الاسلام وهو الجعد بن درهم، وأخذها عنه الجهم بن صفوان، وأظهرها فنسبت إليه، وقد قتل سنة (١٢٨ ه‍)، مع الحارث بن سريج في حربه ضد بني أمية. (انظر: الطبري: ٧ / ٢٢٠، ٢٢١، ٢٣٦، ٢٣٧، وتاريخ الجهمية والمعتزلة: ١٠، وما بعدها، للقاسمي).
والسلف كانوا يسمون كل من نفى الصفات وقال: إن القرآن مخلوق، وإن الله لا يرى في الآخرة جهميا. والإمام أحمد يرى - فيما يحكيه ابن جرير عنه - أن من قال: لفظي بالقرآن مخلوق، فهو جهمي، ومن قال: غير مخلوق، فهو مبتدع.
(٣١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 316 ... » »»