سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٧٧
قاتله، ثم ظفر به، فأدخل عليه يوما، فاستدناه، ولف على إصبعه منديلا، ورص عينه حتى سالت. ثم فعل كذلك بعينه الأخرى، وما نطق يزيد، بل صبر، نسأل الله العافية.
وقيل: إن أم مروان الحمار كردية، يقال لها: لبابة جارية إبراهيم بن الأشتر.
أخذها محمد من عسكر إبراهيم، فولدت له مروان، ومنصورا وعبد الله.
ولما قتل مروان، هرب ابناه: عبد الله وعبيد الله إلى الحبشة، فقتلت الحبشة عبيد الله، وهرب عبد الله، ثم بعد مدة، ظفر به المنصور، فاعتقله.
18 - السفاح * الخليفة أبو العباس عبد الله بن محمد بن علي بن حبر الأمة، عبد الله بن عباس، بن عبد المطلب، بن هاشم بن عبد مناف، القرشي، الهاشمي، العباسي. أول الخلفاء من بني العباس.
كان شابا، مليحا، مهيبا، أبيض، طويلا، وقورا.
هرب السفاح وأهله من جيش مروان الحمار، وأتوا الكوفة، لما استفحل لهم الامر بخراسان، ثم بويع في ثالث ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومئة. ثم جهز عمه عبد الله [بن علي] في جيش، فالتقى هو ومروان الحمار على كشاف فكانت وقعة عظيمة، ثم تفلل جمع مروان، وانطوت سعادته.
ولكن لم تطل أيام السفاح، ومات في ذي الحجة سنة ست وثلاثين ومئة، وعاش ثمانيا وعشرين سنة في قول.

تاريخ خليفة ٤٠٩، ٤١٥، الطبري ٧ / ٤٢١ وما بعدها، تاريخ بغداد ١٠ / ٥٣، ابن الأثير ٥ / ٤٠٨، فوات الوفيات 2 / 215 - 216، البداية 10 / 52 و 58، شذرات الذهب 1 / 183، 195.
(٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 72 73 74 75 76 77 78 79 80 81 82 ... » »»