سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ٢٤٠
وبه إلى أبي نعيم، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن عبد الله، حدثنا عمر بن حفص بن غياث، حدثنا أبي، حدثنا الأعمش، عن أنس، قال:
توفي رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقيل له: أبشر بالجنة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" أفلا تدرون؟ فلعله قد تكلم بما لا يعنيه، أو بخل بما لا ينفعه " (1).
غريب يعد في أفراد عمر بن حفص شيخ البخاري.
وبه قال أبو نعيم، حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمد المعدل، حدثنا عبد الله بن محمد المخرمي، حدثنا عيسى بن جعفر، حدثنا أحمد بن داود الحراني، سمعت عيسى بن يونس، سمعت الأعمش يقول: كان أنس بن مالك يمر بي طرفي النهار، فأقول: لا أسمع منك حديثا. خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت إلى الحجاج حتى ولاك؟ ثم ندمت فصرت أروي عن رجل عنه.
وبه حدثنا محمد بن محمد أبو جعفر البغدادي المقرئ، حدثنا عبد الله بن أيوب القربى، حدثنا معاذ بن أسد (ح) وبه إلى أبي نعيم، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا جعفر الفريابي، حدثنا داود بن مخراق، قالا: حدثنا الفضل بن موسى، حدثنا الأعمش، عن أنس بن مالك قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فمر على شجرة يابسة فضربها بعصا كانت في يده، فتناثر الورق، فقال: " إن سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر يساقطن الذنوب كما تساقط هذه الشجرة ورقها " (2).

(١) أخرجه الترمذي (٢٣١٧) في الزهد، باب: فيمن تكلم فيما لا يعنيه، واستغربه، وفيه أيضا أن الأعمش لم يسمع من أنس. وقد ذكر الترمذي ذلك، في عقب الحديث الآتي قريبا.
(٢) حلية الأولياء ٥ / ٥٥، وأخرجه الترمذي (٣٥٣٣) في الدعوات، وقال: هذا حديث غريب، ولا نعرف للأعمش سماعا من أنس، إلا أنه قد رآه ونظر إليه. والرواية المتقدمة صريحة في أنه لم يسمع منه.
(٢٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 235 236 237 238 239 240 241 242 243 244 245 ... » »»