سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٦ - الصفحة ١٩٥
أقوام نبعثهم على هذه الأعمال، فيجئ أحدهم بالسواد الكثير، ثم يقول:
هذا لي، وهذا لكم، فإذا سئل: من أين لك هذا؟ قال: أهدى لي. أفلا إن كان صادقا أهدي ذلك له في بيت أمه، أو بيت أبيه. والذي نفسي بيده لا أبعث رجلا على عمل فيغل منه شيئا، إلا جاء به يوم القيامة يجعله على عنقه. فلينظر رجل لا يجئ يوم القيامة على عنقه بعير يرغو أو بقرة تخور، أو شاة تيعر " ثم قال ثلاث مرات: " اللهم هل بلغت ".
فقلت لأبي حميد: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: من في رسول الله إلى أذني.
وبه حدثنا يوسف بن موسى، حدثنا جرير، وأبو معاوية، وأبو أسامة، ووكيع، كلهم عن هشام بن عروة، عن أبيه عن أبي حميد، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه. البخاري، عن يوسف، عن أبي أسامة (1).
92 - سليمان بن طرخان * (ع) الامام شيخ الاسلام، أبو المعتمر التيمي البصري. نزل في بني تيم فقيل التيمي.

(١) أخرجه البخاري ٣ / ٢٨٩ في الزكاة، باب: قول الله تعالى: (والعاملين عليها) ومحاسبة المصدقين مع الامام. وأخرجه مسلم ٣ / ١٤٦٤ رقم (٢٩) في الامارة، باب:
تحريم هدايا العمال، من طريق: أبي إسحاق الشيباني، عن عبد الله بن ذكوان، عن عروة ابن الزبير، عن أبي حميد. وأخرجه البخاري ١٣ / ١٤٤ في الاحكام، باب: هدايا العمال.
وأحمد ٥ / ٤٢٣، وأبو داود (٢٩٤٦) من طريق: سفيان الثوري، عن الزهري، أنه سمع عروة، أخبرنا أبو حميد..
وأخرجه البخاري ١٢ / ٣٠٦ في الحيل، باب: احتيال العامل ليهدى له وأخرجه الدارمي ١ / ١٩٤ و ٢ / ٢٣٢ من طريق: شعيب، عن الزهري عن عروة، عن أبي حميد.. وقوله:
فيغل هو من الأغلال. وهو الخيانة في كل شئ. وقوله: تيعر: معناها تصيح، واليعار:
صوت الشاة.
طبقات ابن سعد ٧ / ١٨، تاريخ خليفة (٤٢٠)، طبقات خليفة (٢١٩)، التاريخ الكبير ٤ / ٢٠، التاريخ الصغير ٢ / ٧٤، الجرح والتعديل ٤ / ١٢٤ - ١٢٥، ثقات ابن حبان ٣ / ٨٩، مشاهير علماء الأمصار (٩٣)، الكامل في التاريخ ٥ / ٥١٢، تهذيب الكمال (٥٤٣ - ٥٤٤)، تذهيب التهذيب ٢ / ٥٠ / ٢، ميزان الاعتدال ٢ / ٢١٢، تذكرة الحفاظ، ١ / ١٥٠ - ١٥٢، تهذيب التهذيب ٤ / 201 - 203، خلاصة تذهيب الكمال (152)، شذرات الذهب 1 / 212.
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»