سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٨٣
وروى همام عن قتادة قال: قال لي سليمان بن هشام: هل بالبلد - يعني مكة - أحد؟ قلت: نعم، أقدم رجل في جزيرة العرب علما، فقال: من؟
قلت: عطاء بن أبي رباح.
ابن أبي عروبة، عن قتادة - فيما يظن الراوي قال: إذا اجتمع لي أربعة، لم ألتفت إلى غيرهم، ولم أبال من خالفهم: الحسن، وابن المسيب، وإبراهيم، وعطاء، هؤلاء أئمة الأمصار.
ضمرة، عن عثمان بن عطاء قال: كان عطاء أسود شديد السواد، ليس في رأسه شعر إلا شعرات، فصيح إذا تكلم، فما قال بالحجاز قبل منه.
وقال ابن عيينة، عن إسماعيل بن أمية قال: كان عطاء يطيل الصمت، فإذا تكلم يخيل لنا أنه يؤيد.
وقال أسلم المنقري: جاء أعرابي يسأل، فأرشد إلى سعيد بن جبير، فجعل الأعرابي يقول: أين أبو محمد؟ فقال سعيد: ما لنا ها هنا مع عطاء شئ.
وروى عبد الحميد الحماني، عن أبي حنيفة قال: ما رأيت فيمن لقيت أفضل من عطاء بن أبي رباح، ولا لقيت أكذب من جابر الجعفي، ما أتيته قط بشئ إلا جاءني فيه بحديث، وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث من رأيي عن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينطق بها (1).
وقال محمد بن عبد الله الديباج (2): ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء، إنما

(1) في " الميزان " ما أتيته بشئ قط إلا جاء فيه بحديث وزعم أن عنده كذا وكذا ألف حديث لم يظهرها. ولفظ ابن حبان في " المجروحين والضعفاء " 1 / 209: ما أتيته بشئ قط من رأي إلا جاءني فيه بحديث وزعم أنه عنده كذا وكذا ألف حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينطق بها.
(2) لقب به لحسن وجهه، وهو محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان الأموي المدني
(٨٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 78 79 80 81 82 83 84 85 86 87 88 ... » »»