سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٣٣٥
أبو سلمة المنقري: حدثنا ابن عيينة، عن عمرو، قال: جالست ابن عباس، وابن عمر، وجابرا، وابن الزبير، فلم أر أحدا أنسق للحديث من الزهري.
قال محمد بن سهل بن عسكر: سمعت أحمد بن حنبل، يقول: الزهري أحسن الناس حديثا، وأجود الناس إسنادا. وقال أبو حاتم: أثبت أصحاب أنس الزهري.
شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري، قال: اختلفت من الحجاز إلى الشام خمسا وأربعين سنة، فما استطرفت حديثا واحدا، ولا وجدت من يطرفني حديثا.
ابن عيينة، عن إبراهيم بن سعد، سمعت أبي يسأل الزهري عن شئ من الخلع والايلاء، فقال: إن عندي لثلاثين حديثا، ما سألتموني عن شئ منها.
أبو صالح، عن الليث: كان ابن شهاب، يختم حديثه بدعاء جامع، يقول: اللهم أسألك من كل خير أحاط به علمك في الدنيا والآخرة، وأعوذ بك من كل شر أحاط به علمك في الدنيا والآخرة. وكان من أسخى من رأيت، كان يعطي، فإذا فرغ ما معه يستلف من عبيده، يقول: يا فلان أسلفني كما تعرف، وأضعف لك كما تعلم، وكان يطعم الناس الثريد، ويسقيهم العسل، وكان يسمر على العسل كما يسمر أهل الشراب على شرابهم، ويقول: اسقونا وحدثونا. وكان يكثر شرب العسل، ولا يأكل شيئا من التفاح، وسمعته يبكي على العلم بلسانه، ويقول: يذهب العلم، وكثير ممن كان يعمل به. فقلت له: لو وضعت من علمك عند من ترجو أن يكون خلفا. قال: والله ما نشر أحد العلم نشري، ولا صبر عليه صبري، ولقد كنا نجلس إلى ابن المسيب، فما يستطيع أحد منا أن يسأله عن شئ، إلا أن يبتدئ الحديث، أو يأتي رجل يسأله عن شئ قد نزل به.
روى إبراهيم بن سعد، عن أبيه، قال: ما رؤي أحد جمع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جمع ابن شهاب.
(٣٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 330 331 332 333 334 335 336 337 338 339 340 ... » »»