سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ٢٩٠
حبيب بن أبي ثابت، فكأنما قدم عليهم نبي.
قال أحمد بن سعد بن أبي مريم، عن يحيى: ثقة حجة. فقيل ليحيى: حبيب ثبت؟ قال: نعم. إنما روى حديثين، ثم قال: أظن يحيى يريد منكرين: حديث " تصلي المستحاضة، وإن قطر الدم على الحصير (1) " وحديث " القبلة للصائم " (2).
وقال أبو حاتم: صدوق ثقة، لم يسمع من أم سلمة.

(١) أخرجه ابن ماجة (٦٢٤) في الطهارة: باب ما جاء في المستحاضة التي قد عدت أيام أقرائها من طريق وكيع، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت:
جاءت فاطمة بنت أبي حبيش إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله إني امرأة أستحاض فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟ قال: " لا إنما ذلك عرق، وليس بالحيضة، اجتنبي الصلاة أيام محيضك، ثم اغتسلي وتوضئي لكل صلاة، وإن قطر الدم على الحصير " ورجاله ثقات، وأخرجه أحمد ٦ / ٤٢، والطحاوي ص ٦١، والدارقطني ص ٧٨، والبيهقي ١ / ٣٤٤. وقد توسع في الكلام عليه صاحب " نصب الراية " ١ / ١٩٩ و ٢٠٠، والجوهر النقي ١ / 344 و 345.
(2) هذا خطأ من المؤلف رحمه الله صوابه: وحديث ترك الوضوء من القبلة كما في سنن أبي داود (180) والنسائي 1 / 104، 105، والترمذي (86) والبيهقي 1 / 126، والدارقطني ص 51، ولفظ الحديث من طريق الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قبل بعض نسائه، ثم خرج إلى الصلاة ولم يتوضأ. قلت: من هي إلا أنت فضحكت. وقال ابن عبد البر فيما نقله عنه صاحب " الجوهر النقي " 1 / 124 في رد دعوى من يقول: إن حبيبا لم يسمع من عروة لروايته عمن هو أكبر من عروة وأقدم موتا، وقال \ أيضا: لا شك أنه لقي عروة، وقال أبو داود في كتاب السنن: وقد روى حمزة الزيات عن حبيب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة حديثا صحيحا. قال ابن " التركماني " وهذا يدل ظاهرا على أن حبيبا سمع من عروة وهو مثبت، فيقدم على النافي، والحديث الذي أشار إليه أبو داود هو أنه كان عليه السلام يقول: " اللهم عافني في جسدي وعافني في بصري.. " رواه الترمذي وقال حسن غريب. على أن حبيبا لم ينفرد بروايته، فقد تابعه عليه هشام بن عروة، عن أبيه عروة بن الزبير، فقد روى الدارقطني 1 / 50 من حديث وكيع عن هشام بن عروة، عن أبيه عن عائشة قالت: قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض نسائه ولم يتوضأ، ثم ضحكت، وقد جاء الحديث باسناد آخر صحيح عن عائشة رواه البزار في " مسنده " ورجاله ثقات رجال الصحيح خلا شيخ البزار إسماعيل بن يعقوب بن صبيح وهو ثقة.
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»