سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٥ - الصفحة ١٣٧
الرملي، عن نعيم بن عبد الله كاتب عمر بن عبد العزيز أن عمر قال: إنه ليمنعني من كثير من الكلام مخافة المباهاة.
جرير بن حازم، عن مغيرة بن حكيم: قالت فاطمة امرأة عمر بن عبد العزيز: حدثنا مغيرة أنه يكون في الناس من هو أكثر صلاة وصياما من عمر بن عبد العزيز، وما رأيت أحدا أشد فرقا من ربه منه، كان إذا صلى العشاء، قعد في مسجده، ثم يرفع يديه، فلم يزل يبكي حتى تغلبه عينه، ثم ينتبه، فلا يزال يدعو رافعا يديه يبكي حتى تغلبه عينه، يفعل ذلك ليله أجمع.
ابن المبارك، عن هشام بن الغاز، عن مكحول: لو حلفت لصدقت، ما رأيت أزهد ولا أخوف لله من عمر بن عبد العزيز.
قال النفيلي (1): حدثنا النضر بن عربي قال: دخلت على عمر بن عبد العزيز، فكان ينتفض أبدا، كأن عليه حزن الخلق.
الفسوي: حدثنا إبراهيم بن هشام الغساني (2)، حدثنا أبي عن جدي، عن ميمون بن مهران قال لي عمر بن عبد العزيز: حدثني، فحدثته، فبكى بكاء شديدا، فقلت: لو علمت لحدثتك ألين منه، فقال: إنا نأكل العدس، وهي ما علمت مرقة للقلب، مغزرة للدمعة، مذلة للجسد.
حكام بن سلم، عن أبي حاتم قال: لما مرض عمر بن عبد العزيز جئ بطبيب فقال: به داء ليس له دواء، غلب الخوف على قلبه.

(1) هو أبو جعفر عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني ثقة حافظ، أخرج حديثه البخاري وأصحاب السنن، وقد تحرف في المطبوع من تاريخ المؤلف 4 / 174 إلى " الرملي ".
(2) هو إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني كذبه أبو حاتم وأبو زرعة، وذكره ابن حبان في " الثقات " وتعقبه المؤلف في " ميزانه " في ترجمة يحيى بن سعيد القرشي، فقال: والصواب: إبراهيم بن هشام أحد المتروكين الذين مشاهم ابن حبان، فلم يصب. قلت: وهو صاحب حديث أبي ذر الطويل الذي أخرجه ابن حبان في " صحيحه " رقم (94) انفرد به عن أبيه عن جده.
(١٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 132 133 134 135 136 137 138 139 140 141 142 ... » »»