سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ١٢٣
الثوري: عن الحارث الأزدي، قال: قال ابن الحنفية: رحم (1) الله امرأ أغنى نفسه، وكف يده، وأمسك لسانه، وجلس في بيته، له ما احتسب، وهو مع من أحب. ألا إن أعمال بني أمية أسرع فيهم من سيوف المسلمين. ألا إن لأهل الحق دولة يأتي بها الله إذا شاء. فمن أدرك ذلك، كان عندنا في السهم (2) الاعلى، ومن يمت، فما عند الله خير وأبقى (3).
أبو عوانة: حدثنا أبو جمرة (4) قال: كانوا يقولون لابن الحنفية: سلام عليك يا مهدي، فقال: أجل أنا مهدي، أهدي إلى الرشد والخير، اسمي محمد، فقولوا: سلام عليك يا محمد أو يا أبا القاسم (5).
روى الربيع بن منذر الثوري، عن أبيه، قال: قال محمد بن الحنفية:
لوددت أني فديت شيعتنا هؤلاء ببعض دمي. ثم قال: بحديثهم الكذب، وإذاعتهم السر حتى لو كانت أم أحدهم، لأغرى بها حتى تقتل (6).
قال ابن سعد (7): قتل المختار في سنة ثمان وستين، وفي سنة تسع بعث ابن الزبير أخاه عروة إلى محمد بن الحنفية يقول: إني غير تاركك أبدا حتى تبايعني أو أعيدك في الحبس، وقد قتل الله الكذاب الذي كنت تدعي نصرته. وأجمع أهل العراق (8) علي، فبايع. فقال: يا عروة، ما أسرع أخاك إلى قطع الرحم والاستخفاف بالحق، وما أغفله عن تعجيل عقوبة الله، ما يشك أخوك في الخلود، ووالله ما بعث المختار داعيا ولا ناصرا (9). ولهو -

(1) في الأصل (رحمه) وهو تصحيف. (2) في ابن سعد (السنام).
(3) ابن سعد 5 / 97، وابن عساكر 15 / 372 آ.
(4) هو نصر بن عمران الضبعي.
(5) ابن سعد 5 / 94، وابن عساكر 15 / 372 آ.
(6) ابن عساكر 15 / 372 ب.
(7) في الطبقات 5 / 105.
(8) في ابن سعد وابن عساكر (العراقين).
(9) عبارة ابن سعد وابن عساكر هكذا: " ما يشك أخوك في الخلود، وإلا فقد كان أحمد للمختار ولهديه مني، والله ما بعثت المختار داعيا. " انظر ابن سعد 5 / 106.
(١٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 118 119 120 121 122 123 124 125 126 127 128 ... » »»