سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة مقدمة الكتاب ٦١
ابن؟؟ من الميزان: " قال ابن القطان: لا يعرف له حال ولا يعرف قلت: لم أذكر هذا النوع في كتابي هذا، فإن ابن القطان يتكلم في كل من لم يقل فيه إمام عاصر ذاك الرجل أو أخذ عمن عاصره مما يدل على عدالته. وهذا شئ كثير، ففي الصحيحين من هذا النمط خلق كثير مستورون، ما ضعفهم أحد ولا هم بمجاهيل (1) ". وانتقد الذهبي كتاب " الضعفاء " لأبي جعفر محمد بن عمرو العقيلي المتوفى سنة 322 ه‍ لايراده بعض الثقات ومنهم حافظ عصره علي بن المديني المتوفى سنة 234 فقال في ترجمة ابن المديني من الميزان: " ذكره العقيلي في كتاب الضعفاء، فبئس ما صنع " ورد عليه حينما نقل قول عبد الله بن أحمد بن حنبل: " كان أبي حدثنا عنه، ثم أمسك عن اسمه.. ثم ترك حديثه "، بقوله: " بل حديثه عنه في مسنده " وهذا رد مفحم من الذهبي بل قال بعد ذلك: " وهذا أبو عبد الله البخاري وناهيك به قد شحن صحيحه بحديث ابن المديني (2) ".
ولا يقتصر الذهبي عند نقد الكتب على إيراد مساوئها، بل كثيرا ما يذكر محاسنها ومميزاتها، فقد سبق أن قال إن كتاب العقيلي مفيد (3)، وقال عن كتاب " الكامل " لابن عدي المتوفى سنة 365 ه‍ إنه " أكمل الكتب وأجلها في ذلك (4) "، وقال في ترجمة الدارقطني المتوفى سنة 385 ه‍: " وإذا شئت أن تتبين براعة هذا الامام الفرد فطالع العلل له فإنك تندهش ويطول تعجبك (5) ".

(1) " ميزان الاعتدال " 1 / 556 (2) " ميزان الاعتدال " 3 / 138 140.
(3) المصدر نفسه 1 / 2.
(4) المصدر نفسه، 1 / 2.
(5) " تذكرة الحفاظ " 3 / 993 994.
(مقدمة الكتاب ٦١)