سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٣٥٠
وفي حديث عمرو بن عبسة (1): فقلت من اتبعك، قال: " حر وعبد ". فإذا معه أبو بكر وبلال (2).
وفي كنية بلال ثلاثة أقوال: أبو عبد الكريم، وأبو عبد الله، وأبو عمرو، نقلها الحافظ أبو القاسم.

(1) عبسة تحرفت في المطبوع إلى عنبسة ".
(2) هو قطعة من حديث أخرجه مسلم (832) في صلاة المسافرين: باب إسلام عمرو بن عبسة، عن أبي أمامة قال: قال عمرو بن عبسة السلمي: " كنت، وأنا في الجاهلية، أظن أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا علي شئ وهم يعبدون الأوثان. فسمعت برجل، بمكة، يخبر أخبارا، فقعدت على راحلتي فقدمت عليه. فإذا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مستخفيا، جزءاء عليه قومه، فتلطفت حتى دخلت عليه بمكة. فقلت له: ما أنت؟ قال: أنا نبي. فقلت: وما نبي؟ قال: أرسلني الله.
فقلت: وبأي شئ أرسلك؟ قال: أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحد الله لا يشرك به شئ. قلت له: فمن معك على هذا؟ قال: حر وعبد (وقال: ومعه يومئذ أبو بكر وبلال ممن آمن به). فقلت: إني متبعك. قال: إنك لا تستطيع ذلك يومك هذا، ألا ترى حالي وحال الناس؟
ولكن ارجع إلى أهلك، فإذا سمعت بي قد ظهرت، فائتني. قال: فذهبت إلى أهلي. وقدم رسول الله، صلى الله عليه وسلم، المدينة، وكنت في أهلي: فجعلت أتخبر الاخبار، وأسأل الناس حين قدم المدينة، حتى قدم علي نفر من أهل يثرب، من أهل المدينة. فقلت: ما فعل هذا الرجل الذي قدم المدينة؟
فقالوا: الناس إليه سراع، وقد أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك. فقدمت المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله أتعرفني؟ قال: نعم أنت الذي لقيتني بمكة. قال: فقلت: بلي. فقلت: يا نبي الله، أخبرني عما علمك الله، وأجهله؟ أخبرني عن الصلاة؟ قال: صل صلاة الصبح. ثم أقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس، حتى ترتفع، فإنها تطلع، حين تطلع، بين قرني شيطان. حينئذ يسجد لها الكفار. ثم صل فإن الصلاة مشهودة محضورة، حتى يستقل الضل بالرمح، ثم أقصر عن الصلاة، فإن حينئذ تسجر جهنم. فإذا أقبل الفئ فصل فإن الصلاة مشهودة محضورة حتى تصلي العصر، ثم أقصر عن الصلاة حتى تغرب الشمس. فإنها تغرب بين قرني شيطان وحينئذ يسجد لها الكفار. قال: فقلت يا نبي الله: فالوضوء؟ حدثني عنه. قال: ما منكم رجل يقرب وضوءه فيتمضمض ويستنشق فينتثر إلا خرت خطايا وجهه وفيه وخياشيمه. ثم إذا غسل وجهه كما أمره الله إلا خرت خطايا وجهه من أطراف لحيته مع الماء. ثم يغسل يديه إلى المرفقين إلا خرت خطايا يديه من أنامله مع الماء. ثم يمسح رأسه إلا خرت خطايا رأسه من أطراف شعره مع الماء. ثم يغسل قدميه إلى الكعبين إلا خرت خطايا رجليه من أنامله مع الماء. فإن قام فصلى، فحمد الله، وأثنى عليه، ومجده بالذي هو له أهل، وفرغ قلبه لله إلا انصرف من خطيئته كهيئته يوم ولدته أمه ". وجرءاء مفردها جرئ. والجرأة: الاقدام والتسلط. وأتخبر الاخبار: أسألها. ومشهودة: أي تشهدها الملائكة. ومحضورة: أي يحضرها أهل الطاعات. ويستقل الظل بالرمح: أي في حالة الاستواء حيث لا يميل الظل لا إلى المشرق ولا إلى المغرب.
(٣٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 345 346 347 348 349 350 351 352 353 354 355 ... » »»