سير أعلام النبلاء - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٣٣١
العبشمي.
صهر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، زوج بنته زينب، وهو والد أمامة التي كان يحملها النبي، صلى الله عليه وسلم، في صلاته (1).
واسمه لقيط، وقيل: اسم أبيه ربيعة، وهو ابن أخت أم المؤمنين خديجة، أمه هي هالة بنت خويلد، وكان أبو العاص يدعى جرو البطحاء.
أسلم قبل الحديبية بخمسة أشهر.
قال المسور بن مخرمة، أثنى النبي، صلى الله عليه وسلم، على أبي العاص في مصاهرته خيرا وقال: " حدثني فصدقني، ووعدني، فوفى لي " (2)، وكان قد وعد النبي، صلى الله عليه وسلم، أن يرجع إلى مكة، بعد وقعة بدر، فيبعث إليه بزينب ابنته، فوفى بوعده، وفارقها مع شدة حبه لها، وكان من تجار قريش وأمنائهم، وما علمت له رواية.

(١) أخرجه البخاري ١ / ٤٨٧ في سترة المصلي: باب إذا حمل جارية صغيرة على عنقه، وفي الأدب: باب رحمة الولد وتقبيله، ومسلم (٥٤٣) في المساجد: باب جواز حمل الصبيان، ومالك ١ / ١٧٠ في قصر الصلاة: باب جامع الصلاة. وأبو داود (٩١٧ - ٩١٨، ٩١٩، ٩٢٠) في الصلاة:
باب العمل في الصلاة، والنسائي ٢ / ٤٥ في المساجد، و ٣ / ١٠ في السهو. ونص مسلم من طريق يحيى بن يحيى، قال: قلت لمالك: حدثك عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان يصلي وهو حامل أمامة بنت زينب بنت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، ولأبي العاص بن الربيع، فإذا قام حملها وإذا سجد وضعها؟ قال يحيى: قال مالك:
نعم ".
(٢) أخرجه البخاري في الشروط: باب الشروط في المهر عند عقدة النكاح و (٣٧٢٩) في فضائل الصحابة: باب ذكر أصهار النبي، صلى الله عليه وسلم و (٥٢٣٠) في النكاح: باب ذب الرجل عن ابنته في الغيرة، ومسلم (٢٤٤٩) (٩٥) في فضائل الصحابة: باب فضائل فاطمة، وأبو داود (2069) في النكاح: باب ما يكره أن يجمع بينهم من النساء، وابن ماجة (1999) في النكاح: باب الغيرة، ونص مسلم: حدثني أحمد بن حنبل، عن يعقوب بن إبراهيم، عن أبي الوليد بن كثير، عن محمد ابن عمرو بن حلحلة، أن ابن شهاب حدثه، أن علي بن الحسين حدثه، أنهم حين قدموا المدينة، من عند يزيد بن معاوية، مقتل الحسين بن علي، رضي الله عنه، لقيه المسور بن مخرمة فقال له:
هل لك إلي من حاجة تأمرني بها؟ قال: فقلت له: لا. قال له: هل أنت معطي سيف رسول الله، صلى الله عليه وسلم؟ فإني أخاف أن يغلبك القوم عليه، وأيم الله لئن أعطيتنيه لا يخلص إليه أبدا حتى تبلغ نفسي.
إن علي بن أبي طالب خطب بنت أبي جهل على فاطمة، فسمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وهو يخطب الناس في ذلك، على منبره هذا، وأنا يومئذ محتلم، فقال: " إن فاطمة مني وأنا أتخوف أن تفتن في دينها " قال: ثم ذكر صهرا له من بني عبد شمس فأثنى عليه في مصاهرته إياه فأحسن قال: " حدثني فصدقني، ووعدني فأوفى لي. وإني لست أحرم حلالا، ولا أحل حراما ولكن، والله! لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله مكانا واحدا أبدا ".
وقوله: أن تفتن في دينها: أي بسبب الغيرة الناشئة من البشرية. وقوله: " ثم ذكر صهرا " هو أبو العاص بن الربيع، وانصهر يطلق على الزوج وأقاربه، وأقارب المرأة. وهو مشتق من صهرت الشئ وأصهرته: إذا قربته. والمصاهرة: مقاربة بين الأجانب والمتباعدين.
(٣٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 326 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 ... » »»