الكاشف في معرفة من له رواية في كتب الستة - الذهبي - ج ١ - الصفحة ٦٠
3 " - وأن ابن حجر مشى في " التقريب " على أنها في مجهول العين.
4 " - واصطلح المصنف في " الميزان " على أنه إذا أطلقها ولم ينسبها إلى قائل: فهي مستفادة من أبي حاتم، فيكون معناها جهالة الحال.
نعم، سها رحمه الله أحيانا، فأطلق الجهالة وهي من كلامه وحكمه، لا من عند أبي حاتم، كما تجد مصداق ذلك بشواهده في التعليقات النفسية لشيخنا العلامة المحقق الكبير الأستاذ الشيخ عبد الفتاح أبو غدة حفظه الله تعالى، على " الرفع والتكميل " للإمام اللكنوي رحمه الله تعالى ص 225 فما بعدها.
وعكس هذا، فقد يقول أبو حاتم (مجهول) في راو ما، فيقول الذهبي فيه كلمة أخرى من مصطلحاته الخاصة به.
مثال ذلك: أن أبا حاتم قال في مدلاج بن عمرو السلمي: " مجهول "، فذكره المصنف في " الميزان " وقال: " لا يدرى من هو " كما سيأتي قريبا.
5 " - ولكن: هل كل من أطلق عليه أبو حاتم (مجهول) هو مجهول الحال، بمعنى أنه لم تعرف عدالته؟.
الجواب التفصيلي الشافعي يحتاج إلى دراسة شاملة فاحصة، لكني أريد التنبيه إلى أنه قد يطلق الجهالة في عدد من أعراب الصحابة رضي الله عنهم، يريد أنهم مجهولو المعرفة عند كبار التابعين، إذ لم تنقل لهم رواية عنهم (1).
ففي " الجرح " 8 (1951): " مدلاج بن عمرو السلمي، حليف بني عبد شمس، سمعت أبي يقول:
هو مجهول ". مع أنه شهد بدرا فما بعدها من مشاهد النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره الذهبي في " التجريد " 2 (725) وقال: " بدري "، ولكنه في " الميزان " 4 (8409) تبع أبا حاتم فقال من عنده: " لا يدرى من هو "، وهذا منه يشبه قول أبي حاتم " مجهول ".
وفي " الجرح " 8 (1276): " معبد بن خالد الجهني أبو رغوة، له صحبة، روى عن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، مات سنة ثنتين وسبعين، وهو ابن ثمانين، سمعت أبي يقول ذلك، ويقول: هو مجهول ".
فمن ولد قبل الهجرة بثماني سنين، يكون عمره يوم وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ثماني عشرة سنة، فهو صحابي، وهذا باعتراف أبي حاتم.
وهذا الأعراف من أبي حاتم بصحبته، وهذا الكم عليه منه بالجهالة: يحتم تأويل قوله تأويلا مستساغا، إذ لا يعقل مثل هذا التناقض في كلام الناس، فضلا عن مثل أبي حاتم في إمامته!
وقد أوله له الحافظ ابن حجر في " اللسان " 6: 13 فقال في ترجمة مدلاج " كذا يصنع أبو حاتم في جماعة من الصحابة (2)، يطلق عليهم اسم الجهالة، لا يريد جهالة العدالة، وإنما يريد أنهم من الأعراب الذين لم يرو عنهم أئمة التابعين ".
(٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 ... » »»
الفهرست