تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٨٨
الدورقي قال: مضيت إلى بشار بن موسى الخفاف، فحدثنا عن يزيد بن زريع. عن شعبة. عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، قال: دخلنا على عمر بن الخطاب في وفد مذحج، ومعنا الأشتر، فجعل ينظر إلى الأشتر، ويصرف بصره عنه، فقال: ويل لهذه الأمة منك، ومن ولدك. إن للمؤمنين منك يوما عصيبا! قال عبد الله: فأتيت منزلنا فإذا فيه يحيى بن معين وخلف بن سالم.
فناداني يحيى بن معين: يا عبد الله أين كنت؟ قلت: كنت في ذا (1) الجانب عند بشار بن موسى، فقال يحيى: وأيش حدثكم؟ قلت:
حدثنا عن يزيد بن زريع عن شعبة عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، وذكرت له الحديث، فقال يحيى: ما له فعل الله به وفعل.
والله ما حدث بهذا يزيد بن زريع قط، ولا سمعه شعبة من عمرو بن مرة! فقال له خلف بن سالم: يا أبا زكريا، فأيش الحجة عندك؟
قال: سرقوه من حديث الهيثم بن عدي عن ابن عمرو بن مرة عن أبيه.
قال الحافظ أبو بكر: وقد (2) رواه العباس بن طالب البصري، نزيل مصر أيضا عن يزيد بن زريع نحو رواية بشار. أخبرنا أبو نعيم الحافظ، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، قال:
حدثنا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود العبدي، قال: حدثني العباس بن أبي طالب، قال: حدثنا يزيد بن زريع، قال: حدثنا شعبة قال: حدثنا عمرو بن مرة، قال: حدثنا عبد الله بن سلمة:
أن عمر بن الخطاب نظر إلى الأشتر. فصعد فيه النظر، ثم صوبه،

(1) في تاريخ الخطيب: ذاك.
(2) في المطبوع من تاريخ الخطيب: " قد " من غير واو.
(٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 83 84 85 86 87 88 89 90 91 92 93 ... » »»