تهذيب الكمال - المزي - ج ٤ - الصفحة ٥١
قال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن يحيى بن معين: ثقة.
وكذلك قال أحمد بن عبد الله العجلي.
وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، يكتب حديثه (1).
وقال عمرو بن علي: لم أسمع يحيى ولا عبد الرحمان يحدثان عن سفيان عنه بشئ قط.
وقال النسائي: ليس به بأس (2).
وقال أبو أحمد بن عدي: روى عنه الأئمة والثقات، ولم يرو عنه أحد أكثر مما رواه أبو أسامة، وأحاديثه عنه مستقيمة، وهو صدوق. وقد أدخله أصحاب الصحاح فيها، وأنكر ما روى: " إذا أراد الله بأمة خيرا، قبض نبيها قبلها " (3). وهذا طريق حسن، رواه ثقات، وقد أدخله قوم في صحاحهم، وأرجو أن لا يكون به بأس (4).

(١) قول أبي حاتم " ليس بالمتين ويكتب حديثه " قد اتصل بقول ابن معين الذي رواه عنه ابن أبي خيثمة في المطبوع من الجرح والتعديل (١ / ١ / ٤٢٦)، والظاهر أن هناك سقطا في المطبوعة أو النسخ التي طبعت عنها، أدى إلى هذا الخلط، ويؤيد هذا الذي قلته عدم اعتراض الحافظين مغلطاي وابن حجر على نقل المزي.
(٢) وقال النسائي في موضع آخر: ليس بذاك القوي.
(٣) قال شعيب: هو حديث صحيح، أخرجه مسلم في " صحيحه " (٢٢٨٨) في الفضائل: باب إذا أراد الله تعالى رحمة أمة قبض نبيها قبلها تعليقا، فقال: وحدثت عن أبي أسامة وممن روى ذلك عنه إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو أسامة، حدثني بريد بن عبد الله عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله إذا أراد رحمة أمة من عباده قبض نبيها قبلها، فجعله لها فرطا وسلفا بين يديها، وإذا أراد هلكة أمة عذبها ونبيها حي، فأهلكها وهو ينظر، فأقر عينه بهلكتها حين كذبوه وعصوا أمره " ووصله الحاكم في " المستدرك " وأبو يعلى في " مسنده ".
(٤) وقال أبو الفتح الأزدي: فيه لين يحدث عن أبيه بنسخة فيها مناكير. وحدثنا عن أحمد بن حنبل أنه قال: بريد يروي أحاديث مناكير. وقال أبو جعفر العقيلي في " الضعفاء ": " حدثنا عبد الله بن أحمد، قال:
سمعت أبي يقول: طلحة بن يحيى أحب إلي من بريد بن أبي بردة، بريد يروي أحاديث مناكير. وقال ابن حبان حينما ذكره في " الثقات ": " كان يخطئ " وقال في " مشاهير علماء الأمصار ": " من جلة الكوفيين، وكان يهم في الشئ بعد الشئ ". وقال الساجي: " صدوق عنده مناكير ". وقال ابن عدي في " الكامل ":
" سمعت ابن حماد يقول: بريد بن عبد الله بن أبي بردة ليس بذاك القوي، أظنه ذكره عن البخاري ". قال بشار: لكن وثقه أبو داود فيما روى الآجري، وقال الحافظ أبو عيسى الترمذي في جامعه: وهو كوفي ثقة في الحديث. ثم إنه لا عبرة كبيرة بتضعيف أبي الفتح الأزدي وهو المتكلم فيه، أما ما ذكره ابن عدي عن ابن حماد فلعله قول النسائي فيه فضلا عن أن النسائي قد قال فيه أيضا: ليس به بأس. وقد قال الذهبي في " تاريخ الاسلام ": " وهو صدوق موثق إلا أن أبا حاتم قال: لا يحتج به، وقال النسائي: ليس بالقوي ". وقال الحافظ ابن حجر في مقدمة الفتح: " احتج به الأئمة كلهم، وأحمد وغيره يطلقون المناكير على الافراد المطلقة ".
(٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 ... » »»