تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٨
عن مسلم أبي زياد، مولى عمرو بن الأشرف قال: تزوج رجل من بني فراص كانت أخته تحت عدي بن أرطاة، امرأة من حدان، كانت عقيلة قومها، فكان يشرب فيطلقها، ثم يجحد. فأتت إياس ابن معاوية، فذكرت ذلك له، وجاءت بشاهد، فسأل عنه إياس، فعدل، ولم تأت بغيره، فأحلف إياس الفراصي، فحلف، فقالت المرأة: إن لي مملوكا يشهد، فهل تجوز شهادته؟ قال: لا. قالت:
فإن أعتقته؟ قال: إن كان عدلا فأعتقيه. فسأل عنه إياس، فعدل، فانتزعها إياس من الفراصي، فوضعها على يد عبد الرحمان بن البكير السلمي، فانتزعها عدي، فردها على الباهلي، وكان عدي ناكحا أخته أم عباد بنت عمار بن عطية، فجاء إياس يوما يريد الدخول على عدي وعنده وكيع بن أبي سود، وقد ائتمرا به، وشجع وكيع عديا على الاقدام عليه، فلقيه داود بن أبي هند خارجا من عند عدي فقال: إن الملا يأتمرون بك ليقتلوك، فاخرج إني لك من الناصحين (1). فخرج إلى عمر بن عبد العزيز.
قال: وأما المدائني، فذكر المهلب بن القاسم بن عبد الرحمان الهلالي، كان من أجمل الناس، فشرب يوما، وامرأته عنده، فناولها قدحا، وأمرها بشربه، فأبت عليه، فقال: إن لم تشربيه فأنت طالق ثلاثا. فقالت: ضعه من يدك، فوضعه، وفي الدار ظبي يجول في الدار، فمر بالقدح فكسره، ولك يحضر ذلك إلا نسوة، فجحد المهلب طلاقها، فأرسلت إلى أهلها، فاحتملوها، فأتى القاسم بن عبد الرحمان عدي بن أرطاة، فقال:
إن أهل زوجة ابني غلبوه عليها. فتغضب له عدي فانتزعها وردها

(1) القصص / 20.
(٤٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 443 ... » »»