تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٤٣٠
وإن كان من قريش، فإنه نجار. قال: صدق والله إني أنا أعمل عيدان جواري. قال عمر بن شبة: فحدثت بهذا الحديث الماجشون عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة، فقال: أخلق بهذا أن يكون كان بكمة لأنهم أهل قيافة وإزكان، فأما المدينة، فلا أعلمه، ولكن خالي يوسف بن الماجشون، حدثني:
أن إياسا قدم المدينة، فعمل عبد الرحمان بن القاسم بن محمد طعاما، ونزههم بالعقيق، ودعا إياسا، وكان للماجشون لونان يعملان في منزله، فيجاد صنعتهما، فعملا ووجه بهما إلى العقيق، فقدما في أضعاف طعام عبد الرحمان، والماجشون لا يعلم، ولا عبد الرحمان ابن القاسم، فقال إياس: ينبغي لهذين اللونين، أن لا يكونا عملا ها هنا، وينبغي أن يكونا عملا في منزل الماجشون، فقال عبد الرحمان: لا علم لي. وقال الماجشون: وأنا لا علم لي. قال يوسف: فسألني أبي، فقلت: صدق، في منزلنا عملا. فقيل لإياس: ومن أين علمت ذاك؟ قال: جئ بهما على غير مقادير سائر الطعام، في حره وبرده، ورأيت الماجشون نظر إلى وجه ابنه حين وضع اللونان.
وقال عمر بن شبة أيضا: حدثني الأصمعي، قال: رأى إياس رجلا فقال (1): تعال يا يمامي. فقال: لست بيمامي، قال: فتعال يا أضاخي. قال: لست بأضاخي. قال: فتعال يا ضروي، فجاء فسأله عن نفسه، فقال: ولدت باليمامة، ونشأت بأضاخة (2) ثم تحولت إلى ضرية (3).

(1) في النسخ: " قال ".
(2) ويقال فيها: " أضاخ ".
(3) قرية كانت عامرة في طريق مكة من البصرة، من نجد.
(٤٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 425 426 427 428 429 430 431 432 433 434 435 ... » »»