تهذيب الكمال - المزي - ج ٣ - الصفحة ٢٥٠
وقال عبد الله بن المبارك (1): أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أمه فاطمة بنت حسين، عن عائشة، أنها كانت تقول: " كان أسيد بن حضير من أفاضل الناس ".
وكان يقول: لو أني أكون على أحوال ثلاث: لكنت حين أقرأ القرآن وحين أسمعه يقرأ، وإذا سمعت خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا شهدت جنازة وما شهدت جنازة قط فحدثت نفسي بسوى ما هو مفعول بها وما هو صائرة إليه.
أخبرنا بذلك أبو الفرج عبد الرحمان بن أبي عمر بن قدامة، وأبو الحسن علي بن أحمد ابن البخاري المقدسيان في جماعة، قالوا:
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد، قال: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، قال: أخبرنا الحسن بن علي الجوهري، قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن إسماعيل الوراق وأبو عمر محمد بن العباس بن حيويه، قالا: حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، قال: حدثنا الحسين بن أحمد المروزي، قال: أخبرنا عبد الله بن المبارك، فذكره.
وقال هدبة بن خالد: حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن أسيد بن حضير أنه قال: يا رسول الله، بينما أنا أقرأ سورة البقرة، إذ سمعت وجبة من خلفي، فظننت أن فرسي أطلق، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أقرأ يا أبا عتيك " فالتفت فإذا مثل المصابيح مدلاة بين السماء وبين الأرض، ورسول الله صلى الله عليه وسلم

(1) أخرجه ابن عساكر في تاريخه.
(٢٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 245 246 247 248 249 250 251 252 253 254 255 ... » »»