تهذيب الكمال - المزي - ج ١ - الصفحة ٧٣
الفصل الرابع منهجنا في تحقيق تهذيب الكمال كثرة نسخ التهذيب الخطية:
بدأ المزي في وضع كتابه في صيغته النهائية منذ مطلع سنة (705) للهجرة، وبدأ يحدث به منذ سنة (706) (1) على الرغم من أنه لم يتمه إلا في أواخر سنة (712) (2)، فجاء في أربعة عشر مجلدا بخطه (3). وقد طال عمر المزي، ومتعه الله بالصحة الجيدة، وصحة الحواس إلى آخر عمره، واشتهر كتابه في حياته، وسارت به الركبان، فحدث بكتابه خمس مرات (4) بين سنة (706) وسنة (742)، فسمع الكتاب عليه خلال هذه الستة والثلاثين عاما عدد كبير من المعنيين بهذا الشأن، واجتهدوا في تثبيت خطه على نسخهم. ثم نال هذا الكتاب طوال القرون التالية منزلة رفيعة جعلته من أوائل الكتب التي يسعى أصحاب الخزائن إلى استنساخه واقتنائه.
لكل هذه الأسباب توافرت نسخ هذا الكتاب، وانتشرت في بقاع الدنيا. فقلما نجد خزانة نفيسة من خزائن الكتب العالمية تخلو من

(١) سمع محمد بن علي بن حرمي الدمياطي الجزء الثامن من أصل المؤلف سنة ٧٠٦ ولعل المؤلف قد حدث بكتابه قبل هذا ولكننا لا نستطيع الجزم لعدم توفر الأدلة.
(٢) انظر الورقة الأخيرة من المجلد الثاني عشر من نسخة دار الكتب المصرية ذات الرقم: ٢٥ مصطلح الحديث.
(٣) أعيان العصر: ١٢ / الورقة: ١٢٦.
(٤) على ما ذكر رفيقه وتلميذه الذهبي (أعيان العصر: ١٢ / الورقة: ١٢٥، والدرر: ٥ / 234).
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 73 74 75 76 77 78 ... » »»