تهذيب الكمال - المزي - ج ١ - الصفحة ٥٥
رجل الكتب الستة في حين كان " التذهيب " كأصله، قد شمل رجال الكتب الستة وغيرها من التواليف.
احتل كتاب " الكاشف " مكانة مميزة بين كتب الذهبي، على الرغم من أنه جاء في عشر الكتاب الأصلي (12)، بحيث قال فيه التاج السبكي: إنه مجلد نفيس (13). ثم وجدنا العلماء يعنون به، بل أشار الحافظ ابن حجر في مقدمة " تهذيب التهذيب " إلى أن الناس صاروا يعتمدون " الكاشف " في هذا الفن، ونتيجة لأهمية كتاب " الكاشف " فقد ذيل عليه واحد من كبار العلماء هو أبو زرعة أحمد بن عبد الرحيم العراقي المتوفى سنة (826) وذكر تقي الدين بن فهد هذا الذيل (14) ورأيت أنا نسخة منه (15). كما أن لإبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي ثم الحلبي المعروف بسبط ابن العجمي المتوفى سنة (841) حواشي عليه (16). واعتمد على " الكاشف " كثيرا شرف الدين الحسين بن محمد بن عبد الله الطيبي المتوفى سنة (743) حينما ألف كتابه في: " أسماء الرجال " (17).

(12) انظر آخر نسخة الخزانة التيمورية (1935 تاريخ).
(13) الطبقات: 9 / 104.
(14) لحظ الألحاظ: 287.
(15) مصورة في خزانة شيخنا المحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحاج صبحي البدري السامرائي نزيل بغداد، وهي مصورة عن مكتبة فيض الله باستانبول (رقم 1454) في 142 لوحة. وقد أضاف العراقي في هذا الذيل بقية التراجم التي ذكرها المزي في التهذيب، كما أضاف رجال مسند الإمام أحمد وزيادات ولده عبد الله عليه.
وهذا في رأينا تجوز من العراقي رحمه الله لان الذهبي اقتصر على ذكر من له رواية في الكتب الستة فقط وأسقط متعمدا تراجم الدين لهم رواية في تواليف أصحاب الكتب الستة الأخرى ممن ذكرهم المزي في " التهذيب " وإلا فإنه ذكر الجميع في كتابه " تذهيب التهذيب " فما الفرق بينه وبين الكاشف عندئذ؟!.
(16) ابن فهد: لحظ الألحاظ: 314.
(17) الطيبي: أسماء الرجال، الورقة: 47 (نسخة الظاهرية 6164).
(٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 49 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 ... » »»