أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٣٧٠
من الثياب وكان أعطر أهل مكة وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكره ويقول ما رأيت بمكة أحسن لمة ولا أنعم نعمة من مصعب بن عمير أخبرنا إسماعيل بن علي وغيره باسنادهم عن محمد بن عيسى حدثنا هناد حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن زياد عن محمد بن كعب القرظي قال حدثني من سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول انا لجلوس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد إذ طلع علينا مصعب بن عمير وما عليه الا بردة له مرقوعة بفرو فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى للذي كان فيه من النعمة والذي هو فيه اليوم ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف بكم إذا غدا أحدكم في حلة وراح في حلة ووضعت بين يديه صحفة ورفعت أخرى وسترتم بيوتكم كما تستر الكعبة قالوا يا رسول الله نحن يومئذ خير منا اليوم نتفرغ للعبادة ونكفي المؤنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أنتم اليوم خير منكم يومئذ قال وأخبرنا محمد بن عيسى حدثنا محمود بن غيلان حدثنا أبو أحمد حدثنا أبو سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن خباب قال هاجرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم نبتغي وجه الله عز وجل فوقع أجرنا على الله فمنا من مات لم يأكل من اجره شيئا ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهديها وان مصعب بن عمير مات ولم يترك الا ثوبا كان إذا غطوا رأسه خرجت رجلاه وإذا غطوا به رجليه خرج رأسه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم غطوا رأسه واجعلوا على رجليه الإذخر أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم بن الحافظ كتابة حدثنا أبي حدثنا أحمد بن الحسن حدثنا أبو الحسين بن أبي موسى حدثنا إبراهيم بن محمد حدثنا محمد بن سفيان حدثنا سعيد بن رحمة قال سمعت ابن المبارك عن وهب بن مطر عن عبيد بن عمير قال وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على مصعب بن عمير وهو منجعف على وجهه يوم أحد شهيدا وكان صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ان رسول الله يشهد عليكم انكم شهداء عند الله يوم القيامة ثم أقبل على الناس فقال أيها الناس ائتوهم فزوروهم وسلموا عليهم فوالذي نفسي بيده لا يسلم عليهم أحد إلى يوم القيامة الا ردوا عليه السلام ولم يعقب مصعب الا من ابنته زينب أخرجه الثلاثة
(٣٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 365 366 367 368 369 370 371 372 373 374 375 ... » »»