أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٣٢٢
سواد سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمدا شهد فتح مكة أخرجه أبو موسى * (ب د ع * محمد) * بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي تقدم نسبه عند ذكر أبيه حمله أبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه وسماه محمدا ونحله كنيته فكان يكنى أبا القاسم وقيل أبو سليمان أمه حمنة بنت جحش أخت زينب بنت جحش زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وقيل إن رسول الله كناه أبا سليمان فقال طلحة يا رسول الله أكنه أبا القاسم فقال لا أجمعهما له هو أبو سليمان والأول أصح وقال أبو راشد بن حفص الزهري أدركت أربعة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يسمى محمدا ويكنى أبا القاسم محمد بن علي ومحمد بن أبي بكر ومحمد بن طلحة ومحمد بن سعد بن أبي وقاص وكان محمد بن طلحة يلقب السجاد لكثرة صلاته وشدة اجتهاده في العبادة وقتل يوم الجمل مع أبيه سنة ست وثلاثين وكان هواه مع علي الا انه أطاع أباه فلما رآه علي قتيلا قال هذا السجاد قتله بره بأبيه وكان سيد أولاد طلحة ونهى علي عن قتله ذلك اليوم فقال إياكم وصاحب البرنس قيل إن أباه أمره بالقتال وكان كارها للقتال فتقدم ونثل درعه بين رجليه وقام عليها وجعل كلما حمل عليه رجل قال نشدتك بحاميم حتى شد عليه رجل فقتله وأنشأ يقول * وأشعث قوام بآيات ربه * * قليل الأذى فيما ترى العين مسلم * * ضممت إليه بالقناة قميصه * * فخر صريعا لليدين وللفم * * على غير ذنب غير أن ليس تابعا * * عليا ومن لا يتبع الحق يظلم * * يذكرني حم والرمح شاجر * * فهلا تلى حم قبل التقدم * وفي رواية * خرقت له بالرمح جيب قميصه * * فخر صريعا لليدين وللفم * يقال قتله كعب بن مدلج من بني أسد بن خزيمة وقيل قتله شداد بن معاوية العبسي وقيل قتله الأشتر وقيل قتله عصام بن مقشعر النصري وهو الأكثر وقيل غير من ذكرنا روى عن محمد بن حاطب انه قال لما فرغنا من القتال يوم الجمل قام علي بن أبي طالب والحسن وعمار بن ياسر وصعصعة بن صوحان والأشتر ومحمد بن أبي بكر يطوفون في القتلى فأبصر الحسن بن علي قتيلا مكبوبا على وجهه فرده على قفاه وقال انا لله وانا إليه راجعون هذا فرع قريش والله فقال أبوه من هو يا بني قال محمد
(٣٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 317 318 319 320 321 322 323 324 325 326 327 ... » »»