أسد الغابة - ابن الأثير - ج ٤ - الصفحة ٢٩٩
بها أخاه مالكا فمنها قوله * وكنا كندماني جذيمة حقبة * * من الدهر حتى قيل لن يتصدعا * * فلما تفرقنا كأني ومالكا * * لطول اجتماع لم نبت ليلة معا * وله مراثي حسان وكان أعور قيل إنه بكى على أخيه حتى دمعت عينه العوراء أخرجه الثلاثة * (ب د ع * مثعب) * السلمي ويقال المحاربي قاله أبو عمر وقال أبو نعيم مثعب غير منسوب وقد أورده الحضرمي والطبراني في الصحابة روى عنه أشعث بن أبي الشعثاء انه قال كنت أغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فيصوم بعضهم ويفطر بعضهم لا يعيب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم وكان اسمه حمزة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مثعب أخرجه الثلاثة وقال الأمير أبو نصر وأما مثعب بكسر الميم وبعدها ثاء معجمة بثلاث وأخره باء معجمة بواحدة فهو أبو صالح حمزة بن عمرو الأسلمي اسمه مثعب وقال أبو حاتم الرازي حمزة اسمه مثعب أو يلقب مثعبا * (ب د ع * المثنى) * بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الربعي الشيباني وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع مع وفد قومه وسيره أبو بكر الصديق رضي الله عنه في صدر خلافته إلى العراق قبل مسير خالد بن الوليد وهو الذي أطمع أبا بكر والمسلمين في الفرس وهون أمر الفرس عندهم وكان شهما شجاعا ميمون النقيبة حسن الرأي أبلى في قتال الفرس بلاء لم يبلغه أحد ولما ولي عمر بن الخطاب الخلافة سير أبا عبيد بن مسعود الثقفي والد المختار في جيش إلى المثنى فاستقبله المثنى واجتمعوا ولقوا الفرس بقس الناطف واقتتلوا فاستشهد أبو عبيد وجرح المثنى فمات من جراحته قبل القادسية وهو الذي تزوج سعد بن أبي وقاص امرأته سلمى بنت جعفر وهي التي قالت لسعد بالقادسية حين رأت من المسلمين جولة فقالت وا مثنياه ولا مثنى للمسلمين اليوم فلطمها سعد فقالت أغيرة وجبنا فذهبت مثلا وكان كثير الاغارة على الفرس فكانت الاخبار تأتي أبا بكر فقال من هذا الذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه فقال قيس بن عاصم أما انه غير خامل الذكر ولا مجهول النسب ولا قليل العدد ولا ذليل الغارة ذلك المثنى بن حارثة الشيباني ثم قدم بعد ذلك على أبي بكر فقال ابعثني على قومي أقاتل بهم أهل فارس وأكفيك أهل ناحيتي من العدو ففعل أبو بكر وأقام المثنى يغير على السواد
(٢٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 304 ... » »»