تاريخ مدينة دمشق - ابن عساكر - ج ٣ - الصفحة ١٥
رجل لا مال لي وقد اشتد الزمان علينا وهذه عير (1) قومك قد حضر خروجها وخديجة بنت خويلد تبعث رجالا من قومك في عيراتها (2) فلو جئتها فعرضت نفسك عليها لأسرعت إليك وبلغ خديجة ما كان من محاورة (3) عمه له فأرسلت إليه في ذلك وقالت (4) له أنا أعطيك ضعف ما أعطي رجلا من قومك قال أبو طالب هذا رزق قد ساقه الله إليك فخرج مع غلامها ميسرة وجعل عمومته يوصون به أهل العير حتى قدما بصرى من الشام فنزلا في ظل شجرة فقال نسطور الراهب ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبي ثم قال لميسرة أفي عينيه (5) حمرة قال نعم لا تفارقه قال هو نبي وهو آخر الأنبياء ثم باع سلعته فوقع بينه وبين رجل تلاح فقال له احلف باللات والعزى فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما حلفت بهما قط وإني لأمر فأعرض عنهما فقال الرجل القول قولك ثم قال لميسرة هذا والله نبي تجده أحبارنا مبعوثا (6) في كتبهم وكان لميسرة (7) إذا كانت الهاجرة واشتد الحر يرى ملكين يظلان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) من الشمس فوعى ذلك كله وكان الله قد ألقى المحبة من ميسرة فكان كأنه عبد له وباعوا تجارتهم وربحوا ضعف ما كانوا يربحون فلما رجعوا وكانوا بمر الظهران (8) قال ميسرة يا محمد انطلق إلى خديجة فأخبرها بما صنع الله لها على وجهك فإنها تعرف ذلك لك فتقدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) حتى دخل مكة في ساعة الظهيرة وخديجة في علية لها فرأت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو على بعيره وملكان يظلان عليه فأرته نساءها فعجبن لذلك ودخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فخبرها بما ربحوا في وجههم فسرت بذلك فلما دخل ميسرة عليها أخبرته بما رأت فقال ميسرة قد رأيت هذا منذ خرجنا من الشام وأخبرها بما قال الراهب نسطور وبما قال الآخر

(1) عن خع وابن سعد وبالأصل " غير ".
(2) عيرات جمع عير، يريد الإبل والدوابم (اللسان).
(3) بالأصل وخع " مجاورة " والمثبت عن ابن سعد.
(4) بالأصل: " وقال " والمثبت: " وقالت له " عن ابن سعد.
(5) عن ابن سعد 1 / 130 وبالأصل وخع " عينه ".
(6) في ابن سعد: منعوتا.
(7) في ابن سعد: ميسرة.
(8) موضع على مرحلة من مكة. قال عرام: مر: القرية، والظهران: الوادي.
(١٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف الألف: ذكر من اسمه أحمد 3
2 باب ذكر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم بصرى ومعرفة وصوله إليها مرة أولى وعوده إليها كرة أخرى 4
3 باب معرفة أسمائه وأنه خاتم رسل الله وأنبيائه 17
4 باب ذكر معرفة كنيته ونهيه أن يجمع بينها وبين اسمه أحد من أمته 35
5 باب ذكر معرفة نسبه وإبراز الخلاف فيه عن العالمين به 47
6 باب ذكر مولد النبي عليه الصلاة والسلام ومعرفة من كفله وما كان من أمره قبل أن يوحي الله إليه ويرسله إلى الخلق بتبليغ الرسالة 66
7 باب معرفة أمه وجداته وعمومته وعماته 95
8 باب ذكر بنيه وبناته عليه الصلاة والسلام وأزواجه 125
9 باب صفة خلقه ومعرفة خلقه 147
10 باب ما جاء في الكتب من نعته وصفته وما بشرت به الأنبياء أممها من نعته عليه الصلاة والسلام 387
11 باب ذكر طهارة مولده وطيب أصله وكرم محتده 400
12 باب ذكر إخبار الأخبار بنبوته والرهبان وما يذكر من أمره عن العلماء والكهان 415
13 باب تطهير قلبه من الغل وانقاء جوفه بالشق والغسل 458
14 باب ذكر عروجه إلى السماء واجتماعه بجماعة من الأنبياء 480