أخبرنا أبو علي محمد بن الحسين الجازري حدثنا المعافى بن زكريا الجريري حدثنا أبو النضر العقيلي حدثنا أبو أحمد يحيى بن علي بن يحيى المنجم حدثني أبي قال:
خرجنا مع المتوكل إلى دمشق، فلحقنا ضيقة بسبب المؤن والنفقات التي كانت تلزمنا، قال فبعثت إلى بختيشوع وكان لي صديقا أسأله أن يقرضني عشرين ألف درهم - قال فأقرضنيها، فلما كان بعد يوم أو يومين دخلت مع الجلساء إلى المتوكل، فلما جلسنا بين يديه قال: يا علي لك عندي ذنب وهو عظيم، قلت: يا سيدي فما هو، فإني لا أعرف لي ذنبا ولا خيانة؟ قال: بلى، أضقت فاستقرضت من بختيشوع عشرين ألف درهم، أفلا أعلمتني؟ قال: قلت: يا مولاي صلات أمير المؤمنين عندي متواترة، وأرزاقه وانزاله على دارة، واستحيت نعما قد أنعم الله علينا به من هذا التفضل أن أسأله، قال: ولم؟ إياك أن تستحى من مسئلتي أو الطلب منى، وأن تعاود مثل ما كان منك، ثم قال: مائة ألف درهم - بغير صروف - فأحضرت عشر بدر، فقال خذها واتسع بها.
أخبرنا القاضي أبو محمد الحسين بن الحسين بن محمد بن الحسين بن رامين الإستراباذي حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن جعفر الجرجاني حدثني محمد بن الفضل بن عبد الله حدثني أبو عثمان سعد بن عبد الله النوبي قال حدثني محمد بن إسحاق الوشاء قال دخل محمد بن عبد الله بن طاهر على أمير المؤمنين المتوكل في شكاة له، فقال:
- الله يدفع عن نفس الإمام لنا * وكلنا للمنايا دونه غرض - - أتيته عادة العواد من مرض * بالعائدين جميعا لا به المرض - - ففي الإمام لنا من غيره عوض * وليس في غيره منه لنا عوض - - وما أبالي، إذا ما نفسه سلمت * لو باد كل عباد الله وانقرضوا - أخبرنا باي بن جعفر الجيلي أخبرنا أحمد بن محمد بن عمران أخبرنا محمد بن يحيى حدثني عبد الله بن المعتز حدثني الحسن بن عليل العنزي حدثني بعض أصحابنا عن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي. قال: دخلت على المتوكل لما توفيت أمه فعزيته.
فقال: يا جعفر ربما قلت البيت الواحد، فإذا جاوزته خلطت، وقد قلت:
- تذكرت لما فرق الدهر بيننا * فعزيت نفسي بالنبي محمد - فأجازه بعض من حضر المجلس: