زكريا - يعنى ابن جعفر - حدثنا العباس بن الفضل قال: اعتذر رجل إلى جعفر بن يحيى البرمكي، فقال له جعفر: قد أغناك الله بالعذر منا عن الاعتذار إلينا، وأغنانا بالمودة لك عن سوء الظن بك.
أخبرنا أبو القاسم سلامة بن الحسين المقرئ حدثنا على بن عمر الحافظ القاضي [حدثنا] الحسين بن إسماعيل حدثنا عبد الله بن أبي سعد حدثني محمد بن عبد الله بن طهمان حدثني أبي قال كان أبو علقمة الثقفي - صاحب الغريب - عند جعفر بن يحيى في بعض لياليه التي يسمر فيها، فأقبلت خنفساء إلى أبي علقمة، فقال: أليس يقال إن الخنفساء إذا أقبلت إلى رجل أصاب خيرا، قالوا: بلى؟ قال جعفر ابن يحيى: يا غلام أعطه ألف دينار، قال فنحوها عنه، فعادت إليه فقال يا غلام، أعطه ألف دينار فأعطاه ألفي دينار، قال: وأنشد جعفرا مرثية ابن أبي حفصة لمعن بن زائدة التي يقول فيها.
- كأن الشمس يوم أصيب معن * من الإظلام ملبسة جلالا - فاستجادها جعفر فوهب له عشرة آلاف درهم.
أخبرنا علي بن أبي علي حدثنا محمد بن عمران بن موسى الكاتب حدثنا علي بن سليمان الأخفش حدثني بعض أصحابنا قال خرج عبد الملك بن صالح مشيعا لجعفر ابن يحيى البرمكي، فعرض عليه حاجاته فقال له: قصارى كل مشيع الرجوع وأريد أعز الله الأمير أن يكون لي كما قال بظحاء العذرى:
- وكوني على الواشين لداء شغبة * فإني على الواشي ألد شغوب - فقال جعفر: بل أكون لك كما قال جميل:
- وإذا الواشي وشى يوما بها * نفع الواشي بما جاء يضر - أخبرنا الحسن بن علي الجوهري حدثنا محمد بن عمران المرزباني حدثنا أبو الحسين عبد الواحد بن محمد الخصيبي قال سمعت على بن الحسين بن عبد الأعلى الإسكافي يحدث. قال: كان أحمد بن الجنيد الإسكافي أخص الناس بجعفر بن يحيى ابن خالد البرمكي، فكان الناس يقصدونه في حوائجهم إلى جعفر. قال: وإن رقاع الناس كثرت في خف أحمد بن الجنيد، فلم يزل كذلك إلى أن تهيأ له الخلوة بجعفر فقال له: يا جعفر جعلني الله فداك، قد كثرت رقاع الناس معي، وأشغالك كثيرة