حدثنا على بن أحمد بن عمر المنقري حدثنا على بن أحمد بن أبي قيس الرفا حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا عباس بن هشام عن أبيه. قال: ولد محمد بن هارون في شوال سنة سبعين ومائة، وأتته الخلافة بمدينة السلام لثلاث عشرة بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث وتسعين ومائة، وقتل ليلة الأحد لخمس بقين من المحرم، قتله قريش الدنداني وحمل رأسه إلى طاهر بن الحسين فنصبه على رمح وتلا هذه الآية: * (قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء) * [آل عمران 26]. وكانت ولايته أربع سنين وسبعة أشهر وثمانية أيام.
وأمه [زبيدة] أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر المنصور. وكان طويلا سمينا أبيض ويكنى أبا عبد الله.
أنبأنا الحسن بن أبي بكر حدثنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم حدثنا أبو بكر عمر ابن حفص السدوسي حدثنا محمد بن يزيد. قال: واستخلف محمد بن هارون المخلوع - قال أبو بكر السدوسي -: وهو الأمين في جمادى الآخرة لثلاث عشرة بقين من سنة ثلاث وتسعين ومائة. وقتل في المحرم سنة ثمان وتسعين ومائة، فكانت خلافته أربع سنين وستة أشهر وأربعة وعشرين يوما، وقتل وله ثمان وعشرون سنة.
وأمه أم جعفر بنت جعفر بن أبي جعفر. قال أبو بكر السدوسي: وكنيته أبو عبد الله.
أخبرني الحسن بن أبي طالب وباي بن جعفر الجيلي قال الحسن حدثنا وقال بأي أنبأنا - أحمد بن محمد بن عمران حدثنا محمد بن يحيى حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي قال: رأيت عند الحسين بن الضحاك الخليع جماعة من بنى هاشم فيهم بعض أولاد المتوكل، فسألوه عن الأمين وأدبه، فوصف الحسين أدبا كثيرا فقيل له: فالفقه، فإن المأمون كان فقيها؟ فقال: ما سمعت فقها ولا حديثا إلا مرة واحدة، فإنه نعى إليه غلام له بمكة فقال: حدثني أبي عن أبيه عن المنصور عن أبيه عن علي بن عبد الله ابن عباس عن أبيه. قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من مات محرما حشر ملبيا ".
أخبرني أبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل حدثنا إسماعيل بن سعيد المعدل حدثنا أبو على الحسين بن القاسم الكوكبي حدثنا أبو العيناء محمد بن القاسم أخبرني محمد بن عبيد الله السهيلي. قال: لما أتت الخلافة محمد بن هارون خطب ببغداد فقال: أيها لناس إن المنون تراصد ذوي الأنفاس حتما من الله، لا يدفع