التاريخ الصغير - البخاري - ج ١ - الصفحة ٢١
والامام البخاري لتنزهه في العبارة، وترفعه عن الاسفاف وتوقيه الزائد وورعه الشديد، يختار العبارة المعتدلة التي تصل به إلى ما يريد.
يذكر الذهبي في ترجمة " أبان بن جبلة الكوفي " أن البخاري قال: منكر الحديث، ونقل ابن القطان أن البخاري قال: " كل من قلت فيه منكر الحديث فلا تحل الرواية عنه ".
وقد عقد الامام اللكنوي في كتابه الذي أشرنا إليه قبل، فصلا نورده لتوضيح ما إليه مكتفيا بذلك حتى لا يتسع مجال القول، قال:
" قول البخاري في حق أحد من الرواة: " فيه نظر " يدل على أنه متهم عنده، ولا كذلك عند غيره.
قال الذهبي في " ميزانه " في ترجمة " عبد الله بن داود الواسطي ": قال البخاري: " فيه نظر " ولا يقول إلا فيمن يتهمه غالبا.
وقال أيضا في ترجمة البخاري في كتابه " سير أعلام النبلاء "، قال بكر بن منير: سمعت أبا عبد الله البخاري يقول: أرجو أن ألقى الله ولا يحاسبني أني اغتبت أحدا، قلت: صدق رحمه الله، ومن نظر في كلامه في الجرح والتعديل علم ورعه في الكلام في الناس وإنصافه فيمن يضعفه، فإنه أكثر ما يقول: " منكر الحديث، سكتوا عنه، فيه نظر، ونحو هذا، وقل أن يقول: فلان كذاب، أو كان يضع الحديث، حتى أنه قال: إذا قلت: فلان في حديثه نظر فهو متهم واه. وهذا معنى قوله: " لا يحاسبني الله أني اغتبت. أحدا، وهذا هو والله غاية الورع " انتهى.
(٢١)
مفاتيح البحث: التصديق (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 16 17 18 19 20 21 22 23 24 27 28 ... » »»