العلل - أحمد بن حنبل - ج ١ - الصفحة ٦٣
ما روى أبو نعيم في الحلية عن علي بن الجهم قال: كان جار فأخرج إلينا كتابا فقال: أتعرفون هذا الخط؟، قلنا: نعم، هذا خط أحمد بن حنبل، فقلنا له: كيف كتب ذلك؟ قال: كنا بمكة مقيمين عند سفيان بن عيينة، فقصدنا أحمد بن حنبل أياما فلم نره، ثم جئنا إليه، لنسأل عنه.
فقال لنا أهل الدار التي هو فيها: هو في ذلك البيت، فجئنا إليه، والباب مردود عليه، وإذا عليه خلقان، فقلنا له: يا أبا عبد الله، ما خبرك؟ لم نرك منذ أيام، فقال: سرقت ثيابي، فقلت له: معي دنانير، فإن شئت خذ قرضا وإن شئت صلة فأبى أن يفعل. فقلت: تكتب لي بأخذه (كذا في الكتاب والذي يبدو أن الصواب بأجرة) قال: نعم، فأخرجت دينارا فأبى أن يأخذه. وقال: اشتر لي ثوبا واقطعه بنصفين فأومى أنه يأتزر بنصف ويرتدي بالنصف الاخر، وقال:
جئني ببقيته، ففعلت، وجئت بورق وكاغذ، فكتب لي فهذا خطه.
وكان هناك لمعيشة الامام مصدر آخر ضعيف أيضا في بعض الأحيان، وكان يكون قوته وقوت عياله.
فقد كانت زوجته أم صالح تغزل في البيت.
روى ابن أبي حاتم عن صالح بن أحمد قال: قال أبي:
إن كانت والدتك في الغلاء تغزل غزلا دقيقا، فتبيع الاستار بدرهمين أقل أو أكثر فكان ذلك قوتنا.
وهذا الدخل المحدود وهو أيضا غير مستقر، يصور لنا مستوى معيشة الامام وأهله في المأكل والملبس، وقد رأينا في صفته وهيئته كيف كان لباسه.
وأما من حيث المأكل فقد روى لنا صالح ابن الإمام فيما روى عنه
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»