أبو هريرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٥٠
فيودعها حيث تضيع سدى لا ينتفع بها أحدا أبدا، ومن هو أبو هريرة؟!.
ليختص بهذه الحياة دون السابقين الأولين (والسابقون السابقون أولئك المقربون).
على أن أبا هريرة كان كثيرا ما يقول: إن أبا هريرة لا يكتم ولا يكتب (1) فكيف يجتمع هذا القول منه مع قوله: حفظت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وعاءين:
فاما أحدهما فبثثته، وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا البلعوم. إلى آخر أقواله في هذا المعنى الصريحة بأنه كان يكتم!؟.
ولنسأل أولى البحث عن الاسرار الإلهية التي أفضاها صلى الله عليه وآله إلى أبي هريرة فكان يكتمها خوفا على حياته، أو اشفاقا على كرامته، فهل كانت من سنخ الاسرار التي عهد بها رسول الله صلى الله عليه وآله إلى وليه ووصيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أمورا تتعلق بالخلافة وتختص بالخلفاء من بعده؟! أم كانت من سنخ أخر؟. فان كانت من السنخ الأول فلماذا كان منصرفا عنها كل الانصراف مخالفا لمقتضياتها كل الخلاف؟ وكان رأيه فيما هنالك رأي الجمهور، مسترسلا معهم في كل الأمور. وإن كانت النسخ الثاني فلا خوف عليه وان حدث بالطامات أو جاء بالمخزيات!.
ألم يحدث بنوم النبي عن صلاة الصبح؟ وعروض الشيطان له صلى الله عليه وآله وهو في الصلاة ليقطعها عليه؟!.
ألم يرو انه سهى فصلى الرباعية ثنائية! فقيل له: أنسيت أم قصرت الصلاة فقال: لم انس ولم نقصر؟.
ألم يخبر أنه كان صلى الله عليه وآله يؤذي ويسب ويلعن ويجلد على الغضب من لا يستحق ذلك؟.

(1) أخرجه ابن سعد في ص 119 من القسم الثاني من الجزء الثاني من طبقاته عند ذكر أبي هريرة في باب أهل العلم والفتوى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله.
(٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 ... » »»